أتم المذنب البينجمي الغامض 3I/ATLAS مروره الآمن بالقرب من كوكب الأرض صباح اليوم، مسجلاً محطة تاريخية في رحلته النادرة عبر نظامنا الشمسي. ووصل الزائر السماوي، ثالث جسم مؤكد المنشأ خارج نظامنا الشمسي، إلى أقرب نقطة له من الأرض عند حوالي الساعة السادسة صباحاً بتوقيت غرينتش، مسافة بلغت 270 مليون كيلومتر، ما ضمن مروره دون أي تهديد للكوكب.

 ويعتقد العلماء أن المذنب تشكل حول نجم آخر قبل نحو ثمانية مليارات سنة، ما يجعله أقدم جسم يمكن للبشرية دراسته عن قرب.

ويستمر المذنب في رحلته مبتعداً عن الشمس ومتجهاً نحو المشتري، حيث سيمر على بعد 53 مليون كيلومتر منه في مارس 2026، قبل أن يتجاوز مدارات زحل وأورانوس ونبتون، بسرعة تصل إلى 221 ألف كيلومتر في الساعة، متوجهاً نحو الفضاء البينجمي في منتصف ثلاثينيات القرن الحالي.

 وشكل اقترابه من الشمس والمريخ سابقاً فرصة علمية استثنائية، حيث شاركت وكالات الفضاء والتلسكوبات حول العالم في رصده، وتحولت بعض مركبات ناسا لدراسة المذنب بدلاً من الكوكب الأحمر.

وأكد العلماء أن سلوك المذنب طبيعي كمذنب تقليدي، ويحتوي على أول أكسيد الكربون والماء وكميات ضئيلة من النيكل، فيما كشف التسخين الشمسي المستمر عن طبقات جليدية تشكلت خلال مليارات السنين.

 وأشار الخبراء إلى أهمية الاستعداد الأفضل للزوار البينجميين المستقبليين، مع اقتراح إطلاق مركبات اعتراضية مسبقة التحضير لدراسة هذه الأجسام العابرة بسرعة، حيث من المتوقع أن تكشف المراصد الجديدة عن المزيد من هذه الأجسام خلال السنوات المقبلة، فتفتح نافذة غير مسبوقة على تاريخ نظامنا الشمسي والكون البينجمي.