طور فريق من العلماء محاكاة دقيقة توضح كيف تنتج الثقوب السوداء عروضاً ضوئية رائعة يمكن رصدها عبر الكون من مسافات تمتد لمليارات السنين الضوئية. 

وتظهر المحاكاة مركز الثقب الأسود كمساحة مظلمة فارغة، تحيط بها أنماط نابضة بالألوان مثل الأرجواني والوردي والبرتقالي، الناتجة عن انبعاث الطاقة من المواد الساقطة في الثقب، سواء كانت غازاً أو غباراً أو مادة صلبة، مشكّلة قرص تراكم برتقالي ساطع يدور حوله ويُصدر الضوء الذي يمكن للعلماء رصده.

تركز المحاكاة على الثقوب السوداء فائقة الكتلة، التي تصل كتلتها إلى مئات الملايين أو مليارات أضعاف كتلة الشمس، والتي تؤثر في تكوين المجرات على مدى سنوات أو قرون. 

أما الثقوب السوداء النجمية الأصغر، فتظهر كنقاط ضوء دقيقة، واستُخدمت أقوى الحواسيب العملاقة مثل "فرونتير" و"أورورا" لمحاكاة تراكم المادة حول هذه الثقوب بدقة عالية، مع تطبيق خوارزميات رياضية معقدة لضمان تمثيل سلوك المادة بشكل واقعي.

وأظهرت النتائج أن المادة تشكل أقراصاً شديدة الاضطراب يهيمن عليها الإشعاع، وتطلق رياحاً قوية وأحياناً نفثات طاقة، بينما يحافظ الغلاف المغناطيسي على استقرار قرص التراكم بالقرب من الثقب.

 ونشرت هذه النتائج في مجلة الفيزياء الفلكية، وهي المرة الأولى التي تُحسب فيها العمليات الفيزيائية في تراكم الثقب الأسود النجمي بدقة عالية، ما يمهد الطريق لدراسات مستقبلية تشمل جميع أنواع الثقوب السوداء، بما في ذلك تلك الهائلة في مراكز المجرات الكبرى.