الأزمة لا تقتصر على البحر الأحمر

مادة اعلانية

إلهام لي تشاو
إلهام لي تشاو
نائب رئيس تحرير المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط.

"البحر الأحمر قد يصبح البحر الميت"، إن العبارة ليست مثيرة للقلق فقط، وبل وتبرز شدة خطورة للأزمة الحالية، فبعد اندلاع الحرب الجديدة في غزة، هاجمت الميليشيات الحوثية من اليمن بشكل متكرر أهدافاً في البحر الأحمر باستخدام المسيرات والصواريخ، ثم شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة جولات متعددة من الضربات الجوية ضد أهداف الحوثيين، الأمر أدى إلى تغيير آلاف السفن التجارية التابعة لشركات الشحن الدولية العملاقة مسارها مع تأثير كبير علىسلاسل الإمداد والصناعة العالمية، حتى انتشر ضباب أزمة البحر الأحمر من الشرق الأوسط إلى العالم بأكمله.

والسبب الرئيسي للأزمة هو الاضطراب الأمني ​​الذي شهدته المنطقة الشرق الأوسط، فمنذ إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، تحول التركيز الاستراتيجي للولايات المتحدة تدريجيا نحو ما يسمى بمنطقة "الهند والباسيفيك"، أما الشرق الأوسط، فركزت السياسة الأمريكية على "تخفيف الأعباء والانكماش" بالأدلة من الانسحاب من العراق وأفغانستان حتى تخفيض إدارة الرئيس الأمريكي الحالي "جو بايدن" للقوات المتمركزة في السعودية، ويمكن القول أن النظام الأمني ​​في الشرق الأوسط، وخاصة نظام الأمن البحري كان مليئاًبالثغرات حتى قبل فترة طويلة من قيام الميليشيات الحوثية بالتحركات لتجعل ممرات الشحن في البحر الأحمر على وشك الإغلاق.

هذا وسارعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون إلى تشكيل "تحالف مرافقة" جديد لتعزيز أمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، إلا أنه لم يحقق نجاحا يذكر، حتى لم تتلقى هذه الدعوةاستجابة كبيرة من حلفائها التقليدية في الشرق الأوسط، من الواضح أنه تم تقييد العمليات العسكرية للميليشيات الحوثية في البحر الأحمر إلى حد ما، لكن ردود الفعل التي أثارتها العمليات العسكرية الأمريكية أدت أيضا إلى انتشار الأزمات الأمنية الإقليمية بسببتفضيل الغرب لإسرائيل بشكل جدي، لذلك يرى العديد من الدول والكيانات غير الحكومية في المنطقة دور الولايات المتحدة والتزاماتها الأمنية أمر غير موثوق به.

إن الوضع الاقتصادي والتجاري العالمي، الذي يتأثر بالعوامل السياسية، يؤثر أيضا على المتغيرات ذات الصلة على الساحة السياسية الدولية، حيث ستجري أكثر من 70 دولة ومنطقة هذا العام، فتتغلغل أيضا العديد من الشكوك الناجمة عن أزمة البحر الأحمر في الانتخابات في العديد من الأماكن، لأن تصاعد أزمة البحر الأحمر يعكس قصور العالم في أساليبه وتدابيره وآلياته في التعامل مع الصراعات والأزمات الجيوسياسية، سواء كان الصراع الروسي الأوكراني الذي قد استمرت لمدة عامين أو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأزمة البحر الأحمر، يعكس الكثير من الإشارات إلى النقص عن الثقة المتبادلة بين القوى الكبرى، الأمر الذي قد يشكلالمزيد من الشكوك والتحديات في المستقبل القريب في حال عدم وجود الإصلاح بشأن النظام العالمي.

مقالات الكاتب

تعتبر الوحدة العربية إحدى القضايا السياسية المهمة، وتظل قضية الساعة عبر جميع المراحل التاريخية وعلى مر العصور، فالوحدة العربية، والتوافق في وجهات النظر، وتوحيد الصف العربي لهو ملف حساس يتصدر جميع الملفات، ويشكل مقوماً أساسياً لنجاح جميع المبادرات والمواقف العربية، فبالوحدة يجتاز الوطن العربي جميع التحديات بموقف عربي واحد رصين.

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مرارا وتكرارا على أهمية "الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي" أو وصف بالسيادة الأوروبية منذ دخوله إلى قصر الإليزيه، وخلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى فرنسا الأسبوع الماضي، أكد ماكرون مرة أخرى أنه إذا لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من تحقيق "الاستقلال الاستراتيجي"، فقد يتعرض للتهديد من قبل الولايات المتحدة وروسيا،

حاولت البشرية بشكل جاد وحثيث منذ الخمسينيات من القرن الماضي لتقوم الآلة بعمل الإنسان، والواقع الحالي يفيد بأن التقنية تتسارع وتيرتها بشكل مذهل، حتى لا يمكنك توقع ما يمكن أن يحدث بعد عامين أو ثلاثة مع ظهور الذكاء الاصطناعي، وصار متداولا بكثرة في السنوات الأخيرة، فالذكاء الاصطناعي علم يهتم بصناعة آلات أو روبوتات مرتبطة بأنظمة حواسيب، وتقوم

كانت صناعة السفن الأمريكية تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث القدرة الإنتاجيةفي عام 1975، إذ صنعت أكثر من 70 سفينة تجارية كبيرة سنويا، لكن بعد ما يقرب من نصف قرن، تصنع الولايات المتحدة حاليًّا أقل من 1٪ من السفن التجارية في العالم، وتراجعت القدرة الإنتاجية إلى المرتبة التاسعة عشر في العالم في العام الماضي، وبالمقابل تصنع الصين ضعفين م