الثانية في العالم
مادة اعلانية
بغض النظر عمن سيصبح الرئيس المقبل للولايات المتحدة، فإن غالبية الناس في هذا العالم ستظل تحترم احترام عميقا بالمساهمات العظيمة التي قدمتها الولايات المتحدة للعالم على مدى المائتي عام الماضية. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن الأمور قد تغيرت، وحتى المكاسب التي ناضل من أجلها الرؤساء الأمريكان في بداية تأسيس البلد ــ التعددية وتكافؤ الفرص والعمل معا لبناء اقتصاد عالمي أقوى ــ يبدو الآن أنها تعمل ضد الولايات المتحدة. طرحت الولايات المتحدة في نهاية القرن الماضي ثلاث أهداف كبرى: التقارب السياسي والكفاءة الاقتصادية والميزة النسبية، ووعدت ببناء مجتمع عالمي أكثر ازدهارا ومساواة، ولكنها لم تحقق النتائج المتوقعة.
ينبغي لنا أن نؤمن بأن هذا العالم لا يزال قادرا على خدمة الجميع بشكل جيد، وإذا كنت تريد لهذا العالم أن ينجح، فقد لا تحتاج إلا إلى تجنب الطريق المسدود حتى ولو بدون تعاون صريح أو اتفاق كامل. يجب على الولايات المتحدة أن تنسى المناقشات أو التحليلات حول كيفية الحفاظ على مكانتها رقم 1 في العالم، لأنها حتى لو أصبحت ثانيا في العالم، فإن نظام الحكومة الأمريكية وأسلوب حياة المواطنين الأمريكان لن يتغير بأي شكل من الأشكال.
قد تصبح دولة ما رقم واحد في العالم لأنها تتفوق في شتى المجالات حقا، ولكنها قد تبقى برقم واحد عن طريق التعمد في منع صعود دول أخرى، ولكن ما يهمها حقا هو رعاية شعبها. لا تتفق محنة الأشخاص الأقل حظا في المجتمع الأمريكي مع إنجازات البلاد في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الولايات المتحدة. ويتعين على الرئيس القادم للولايات المتحدة أن يفكر في الأسباب التي جعلت الظروف المعيشية لما يقرب من 50% من المواطنين في أدنى مستوياتها لم تشهد تحسنا حقيقيا مقارنة بما كانت عليه قبل عقود من الزمن.
كان الرؤساء السابقون للولايات المتحدة يعتقدون دائما أن قيمهم السياسية والاجتماعية قابلة للتطبيق في أنحاء العالم، لذلك سافروا حول العالم محاولين المشاركة في جميع المشاريع السياسية، لكن قوة الولايات المتحدة الآن لم تعد قادرة على دعم مثل هذه الاستراتيجية، وفي الوقت نفسه أثبتت القيم السياسية والاجتماعية الأمريكية عدم فعاليتها في كثير من دول العالم، والأمر الأكثر خطورة هو أن تكافؤ الفرص القائم على مبادئ التعددية والعولمة قد يتم تدميره بسبب الحمائية ومناهضة العولمة من الولايات المتحدة.
خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في القرن العشرين، سعى الأخير إلى تهديد أسلوب حياة الشعب الأمريكي بنظام أيديولوجي واجتماعي واقتصادي، لكن الصين اليوم ليس لديها أي نوايا من هذا القبيل. وفي المنافسة مع الصين، تواجه الولايات المتحدة خطر فقدان الوظائف وتفكك الصناعة وتحول مجتمعات الطبقة المتوسطة التي كانت مزدهرة إلى "مدن أشباح" ــ وهي الظواهر التي لم تشهدها في منافستها مع الاتحاد السوفييتي. كتب ريتشارد نيكسون في عام 1967 عن الصين: "لا يوجد مكان على هذا الكوكب الصغير حيث يمكن لمليار من الأشخاص الواعدين أن يعيشوا في غضب وعزلة". أما اليوم، يتعين على العالم أيضا أن يكون مقنعا على استيعاب صعود الصين، لأن الخوف من أن تصبح ثانيا في العالم هو أكثر خطورة من كونه ثانيا في العالم.
世界第二
无论谁成为下一任总统,这个世界上的绝大多数人都仍然会对美国过去二百多年来为世界做出的诸多贡献抱有深深的敬意与珍视,但不可否认的是,世事已变。即便是早期那些美国总统们为之奋斗的成果——多边主义、公平竞争的环境以及共同构建更为强劲的世界经济——如今看来似乎也对美国不利。20世纪末,美国提出了政治趋同、经济效率和比较优势三大宏伟构想,曾承诺将建立一个更加繁荣和平等的全球社会,但它们并未带来所期望的成果。
但应当相信的是,这个世界仍然能够很好地为所有人服务,如果希望这个世界成功,可能只需避免陷入僵局,而无需明确合作,甚至无需完全达成一致。美国应当忘掉那些关于如何保持世界第一地位的讨论,因为即便是成为世界第二,美国的政府体系和人民的生活方式也不会发生任何变化。
一个国家之所以能成为世界第一,可能是因为它确实出类拔萃,但也可能只是因为它通过故意阻挠其他国家崛起而成为第一,但真正重要的是照顾好人民。在美国的社会中,那些不幸者的困境,与美国所宣称的国家经济社会发展成就并不相符。美国的下一任总统需要思考,为什么如今近50%底层人口的生活状况与几十年前相比几乎没有改善,
过去的几十年当中,美国的总统们一直坚信自己的政治和社会价值观是普世的,自己的民主模式是稳固而有韧性的,他们满世界奔波,企图参与每一个全球公共事务项目,但现在美国的实力已不再能够支撑这样的战略,与此同时,美国的政治和社会价值观被证明并非在全球都行之有效。更危险的是,建立在多边主义和全球化原则上的公平竞争环境正被美国的保护主义、反全球化摧毁。
在20世纪美国和苏联之间的冷战中,后者试图以一种意识形态和社会经济制度威胁美国人民的生活方式,但如今中国并未抱有任何这样的意图。在与中国的竞争中,美国面临的是就业岗位的流失、工业的解体以及曾经繁荣的中产阶级社区变成“鬼城”的风险,这些现象在与苏联的较量中是从未出现过的。1967年,理查德·尼克松在提及中国时写道: “在这个小小的星球上,没有任何地方能让10亿最具潜力的人民在愤怒与孤立中生存”。如今,这个世界也必须能容纳中国的崛起。害怕成为世界第二,比真正成为世界第二更危险。