مادة اعلانية
يدرس العلماء منذ خمسينيات القرن الماضي قدرة الكائنات الحية على تحمل الإشعاع، وتبين أن جسم الإنسان لا يمكنه النجاة بعد التعرض لجرعة تتجاوز 1000 راد، بينما تتمكن بعض الكائنات من تحمل مستويات أعلى بكثير.
رغم الاعتقاد الشائع بأن الصراصير أبطال خارقون أمام الإشعاع، فإنها تموت عند جرعة تبلغ 6400 راد، أي 6 إلى 15 مرة أكثر من قدرة الإنسان فقط، بينما تتفوق حشرات أخرى بشكل مذهل، مثل ذبابة الفاكهة التي تتحمل حوالي 64 ألف راد، والدبور الطفيلي الذي يصل تحمله إلى 180 ألف راد. وقد أظهرت تجارب عملية أن الصراصير قد تعيش فترة أطول عند التعرض للإشعاع، لكنها لا تستطيع وضع بيض سليم بعد ذلك، مما يحد من قدرتها على البقاء على المدى الطويل.
أما البطل الحقيقي فهو بكتيريا Deinococcus radiodurans، المعروفة باسم "كونان"، القادرة على النجاة من جرعات إشعاعية تصل إلى 100 ألف راد، ما يجعلها أكثر مقاومة بمراحل مقارنة بالصراصير أو غيرها من الحشرات. ومع ذلك، يشير العلماء إلى أن التلوث الإشعاعي لا يهدد الكائنات فقط بشكل مباشر، بل يترك آثارًا بيئية واسعة تشمل انخفاض التنوع البيولوجي، وزيادة الطفرات، والأورام، وانخفاض الخصوبة ومتوسط العمر لجميع الكائنات الحية.