تكشف أحدث بيانات مجلس الذهب العالمي صورة دقيقة لحجم الذهب المتوافر عالمياً، سواء المخزون المتداول فوق سطح الأرض أو الكميات الكامنة في باطنها، في وقت يواصل فيه المعدن الأصفر ترسيخ مكانته التاريخية كملاذ آمن رغم التقلبات التي تشهدها الأسعار. ووفقاً للتقديرات، بلغ إجمالي الذهب فوق الأرض حتى نهاية عام 2024 نحو 216,265 طناً، تستحوذ منها المجوهرات على 97,149 طناً، ما يعكس الدور الثقافي والاجتماعي العميق للذهب خصوصاً في دول مثل الهند التي تصدرت مشتريات المجوهرات بـ560 طناً، تلتها الصين بـ510 أطنان.

كما تُظهر البيانات أن الذهب المحتفظ به على شكل سبائك وعملات وصناديق مؤشرات مدعومة بالذهب يصل إلى 48,634 طناً، وهي كمية تفوق احتياطيات البنوك المركزية التي بلغت 37,755 طناً، فيما تتصدر الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا قائمة الدول الأكثر حيازة للذهب رسمياً. 

ويذهب جزء مهم من الذهب، يُقدَّر بنحو 32,727 طناً، إلى الاستخدامات الصناعية، لا سيما في الإلكترونيات وطب الأسنان، نظراً لخصائصه الفريدة مثل كفاءة نقل الكهرباء ومقاومته للتآكل.

وفي ما يتعلق بالذهب الموجود تحت سطح الأرض، تُقدّر كميته بنحو 132,110 أطنان، موزعة بين 54,770 طناً احتياطيات مؤكدة قابلة للاستخراج و77,340 طناً ضمن الموارد غير المستغلة. 

ورغم تراجع أسعار الذهب بنسبة 5.4% عن ذروتها المسجلة في 20 أكتوبر عند 4,380 دولارات للأونصة، فإن الأسعار لا تزال عند مستويات تاريخية مرتفعة، ما يعزز استمرار جاذبية الذهب كأداة لحفظ القيمة.

وتشير تقديرات مجلس الذهب العالمي إلى أن كل الذهب الذي تم استخراجه عبر التاريخ يمكن ضغطه داخل مكعب واحد لا يتجاوز ارتفاعه 22.3 متراً، في دلالة على ندرة هذا المعدن الثمين رغم أهميته المتزايدة في الاستخدامات الصناعية والاستثمارية والاستهلاكية حول العالم.