20 عامًا على منتدى التعاون الصيني العربي

مادة اعلانية

إلهام لي تشاو
إلهام لي تشاو
نائب رئيس تحرير المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط.

اتخذت الصين والدول العربية بشكل مشترك الخيار الاستراتيجي لإنشاء منتدى التعاون الصيني العربي قبل في عام 2024، وراثة للصداقة التقليدية بين الصين والدول العربية ومع التركيز على التنمية طويلة الأجل للعلاقات بين الجانبين. على مدى السنوات العشرين الماضية، كان المنتدى نما من الصفر إلى الصغير ثم أصبح كبير الحجم مع المواكبة الدائم للتغيرات الجديدة في الوضع الدولي والإقليمي والمحافظة على تسليط الضوء على الاحتياجات التنموية المشتركة، لتصبح منصة خاصة ومميزة بين الصين والدول العربية لإجراء حوار وتعميق التعاون العملي.

يمكن القول أنه الفترة بعد تأسيس المنتدى هي الفترة الأكثر نشاطا للتبادلات رفيعة المستوى بين الصين والدول العربية، وخاصة منذ تولي السيد شي جين بينغ منصبه رئيسا للصين، فقد أولى اهتماما كبيرا للعلاقة الصينية العربية، حيث حضر ثلاثة مرات لمراسيم افتتاح الاجتماعات الوزارية لمنتدى التعاون الصيني العربي، وقام بزيارة خاصة إلى أمانة الجامعة العربية في القاهرة، كما اتفقت الصين والدول العربية على بذل كل جهود لبناء مجتمع مصير مشترك صيني عربي في العصر الجديد خلال زيارته للمملكة العربية السعودية في عام 2022 وحضوره في القمة الصينية العربية الأولى.

حققت العلاقات الصينية العربية منذ عام 2004  "قفزة ثلاثية" من "الشراكة" إلى "علاقة التعاون الاستراتيجي" ومن ثم إلى "الشراكة الاستراتيجية"، ف قدمت الصين والدول العربية دعما كبيرا لبعضهما البعض بقوة في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الرئيسية لكل منهما، حيث تلتزم الدول العربية بشدة بمبدأ صين واحدة وتدعم الصين في حماية سيادتها وسلامة أراضيها، واتخذ مجلس وزراء الخارجية للجامعة العربية قرارات ودية بشأن الصين أكثر من 40 مرة على التوالي، كما تعد الجامعة العربية أول منظمة إقليمية في العالم تصدر مبادرات التعاون في مجالي أمن البيانات والتبادل الحضاري مع الصين.

الجدير بالذكر أنه في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، أقامت الصين والدول العربية عديدا من أنشطة الثقافية مثل المهرجانات الفنية وندوات الحوار الحضاري ومؤتمرات الصداقة ومنتديات المرأة ومنتديات التعاون الصحي، وتنتشر "الحمى للغة الصينية" في أغلبية الدول العربية، حيث أعلنت كل من السعودية والإمارات ومصر وتونس عن دمج اللغة الصينية في أنظمتها التعليمية الوطنية، بالإضافة إلى وجود أكثر من 20 معهدا كونفوشيوس ومئات المدارس التي تقدم دورات اللغة الصينية في الدول العربية.

كان إنشاء منتدى التعاون الصيني العربي بهدف تعزيز الحوار والتعاون من أجل تحقيق السلام والتنمية، وبدعم قوي من الصين، حققت السعودية وإيران مصالحة تاريخية في عام 2023. وفي الوقت نفسه، كانت ومازالت القضية الفلسطينية دائما موضوعا مهما للمناقشة بين الصين والدول العربية. التقى وانغ يي وزير الخارجية في يناير الماضي مع أمين جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وأصدر الجانبان بيانا بشأن أزمة غزة وشدد البيان المشترك على أن الصين ستعمل مع الدول العربية لدعم الإنصاف والعدالة من أجل تحقيق وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، مع تعزيز الجهود لإيجاد حل مبكر وشامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس "حل الدولتين".

سيعقد بعد أيام قليلة الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي في الصين، باعتباره الأول من نوعه في إطار المنتدى منذ القمة الصينية العربية، مع حضور عدد الملوك والرؤساء من الدول العربية من ضمنهم الرئيس الإماراتي. كلما أصبح الوضع الدولي أكثر تعقيدا وتغيرا، زادت الحاجة من الصين والدول العربية إلى تعزيز التضامن والتعاون والتزامهما بالاتجاه الأساسي لبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك، كما تحتاج الصين والدول العربية إلى نوع جديد من العلاقات الدولية التي تتسم بالاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون المربح للجانبين وحوكمة عالمية تنطوي على التشاور والمساهمة المشتركة والمنافع المشتركة على أساس القيم المشتركة للجانبين من أجل تحقيق السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية للبشرية جمعاء، كما تحتاج الصين والدول العربية إلى العمل معا لمواجهة التحديات وتحقيق الرخاء المشترك ودفع العالم نحو مستقبل مشرق ينعم بالسلام والأمن والازدهار والتقدم.

مقالات الكاتب

على الرغم من ضغوط الرسوم الجمركية من دونالد ترامب، تجاوز النمو الاقتصادي الصيني في الربع الثاني من السنة الجارية الهدف الحكومي، حيث شهدت الصادرات الصينية إلى أسواق خارج الولايات المتحدة تقدما ملحوظا. ولا يقتصر هذا الوضع على شرق العالم، بل يشمل أيضا العديد من دول الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.

2025 يوليو 16

عُقدت مؤخرا القمة السابعة عشرة لدول البريكس في ريو دي جانيرو بالبرازيل، تحت شعار "تعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي من أجل حوكمة أكثر شمولا واستدامة". وتأتي هذه القمة في لحظة يشهد فيها العالم تحولات غير مسبوقة، حيث تسعى دول الجنوب إلى إيصال صوتها بشكل جماعي والعمل على إحداث تغيرات في النظام العالمي القائم.

 إلهام لي تشاو

من جديد أثارت الغارات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية قلقاً شديداً للمجتمع الدولي، فهذا العمل العسكري المفاجئ يذكرنا بالسؤال الجوهري والطويل الأمد الذي تواجه دول العالم: كيف ينبغي للدول العظمى استخدام قوتها؟ هل ينبغي لها فرض النظام بنيران المدفعية، أم صياغة المستقبل بالمسؤولية وضبط النفس؟

2025 يونيو 25