هاريس أم ترامب؟

مادة اعلانية

إلهام لي تشاو
إلهام لي تشاو
نائب رئيس تحرير المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط.

لا يرغب الكثير من الصينيين عودة ترامب إلى البيت الأبيض بسبب تصرفاته الغريبة وسلوكه غير المتوقع، لكن في الوقت نفسه لا يمكن القول إن العلاقات الأمريكية الصينية قد تحسنت بشكل خلال فترة بايدن التي تلت ترامب. الآن وقبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني المقبل، كل العالم وليست الصين فقط يفكر ما إذا كان من الأفضل أن يعود ترامب أم أن تكون كامالا هاريس، التي تعد أقوى مرشح بعد انسحاب بايدن.

 

نظرا لأسلوبه الشخصي في الإدارة ونظرته إلى السياسة وموقفه الذي يركز على مصالح الولايات المتحدة، قد تكون السياسة الخارجية التي سيتبعها ترامب مختلفة إذا أصبح رئيسا للولايات المتحدة، ويمكن أن يؤثر ذلك على النظام العالمي، حيث قد يتغير الوضع في آسيا وتختلف مسارات الحرب الروسية الأوكرانية إذا لم يرَ ترامب روسيا كتهديد أول بل صنف الصين كتهديد وطني، كما يمكن أن تؤدي نظرته السلبية إلى حلف الناتو إلى تغييرات في العقائد الأمنية في أوروبا. بالإضافة إلى ذلك، شعاره "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" قد يؤثر بشكل مباشر على التجارة بين الولايات المتحدة والدول الأخرى، وبالتالي على الاقتصاد العالمي.

 

فيما يتعلق بالشرق الأوسط، يبدو أن الكثيرين يدعون لانتخاب أي شخص آخر غير ترامب بسبب موقفه المؤيد لإسرائيل ومتطلباته لنتنياهو أن يقوم باحتلال قطاع غزة ومواصلة القتل التي جعلت إسرائيل يطيل الحرب ويهرب من اتفاق السلام، لكن هناك احتمالات كبيرة ألا تتصرف هاريس بشكل مختلف كبير عن ترامب إذا تم انتخابها رئيسة أولى للولايات المتحدة، حتى لن يكون هناك تغيير في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، أو نظرة الولايات المتحدة إلى العالم الإسلامي، لأن المسألة الأساسية هي التغيير في آلية عمل الإدارة الأميركية

 

لم تعد الولايات المتحدة دولة تتحرك وفقا للحقائق الواقعية، بل دولة تتخذ قرارات بناء على التصورات الخاطئة للعالم الخارجي، لكن العديد من القضايا في الولايات المتحدة لا تعتبر شؤونا داخلية فقط بل ترتبط بالسياسة الخارجية أيضا. على سبيل المثال، لا يشكل التدفق المستمر للمهاجرين قوة دافعة لازدهار الولايات المتحدة فحسب، بل يؤثر أيضا على أمن حدودها وعلاقاتها الخارجية، إما تطوير صناعة النفط الأمريكية، فالأمر مهم جدا للاقتصاد المحلي ويؤثر على علاقاتها مع دول الخليج وحتى دول أوبك. وفي هذه القضايا، بدلا من اتخاذ قرارات ذكية خلال السنوات القليلة الماضية، وجدنا دائماً التردد والتراجع من الحكومة الأمريكية.

 

بناء على التقييم المذكور أعلاه، لا هناك الكثير من التطلعات الإيجابية حول اتجاه السياسة الأمريكية في السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، حيث ستواصل الولايات المتحدة المنافسة وحتى الاحتواء الاستراتيجية لتحقيق مصلحتها الخاصة، وهذا لا يقتصر على الصين أو روسيا أو الدول الأخرى التي لديها خلافات مع الولايات المتحدة، بل حتى على الدول العربية والإسلامية أو الحلفاء الأوروبيين لها. من لم يكن قويا سيصبح عبدا، ومادام أن دول العالم لا تتحد، وهي تتصارع فيما بينها، ولا تطور اقتصادها وطريقة إدارتها لتصبح قوية، ستظل تتكيف مع موقف الرئيس الأميركي الجديد بدون الثقة لمواجهته بكل الشجاعة والصبر.

مقالات الكاتب

إلهام لي تشاو - نائب رئيس التحرير - المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط

2025 يونيو 18

الصداقة الحقيقية مفيدة لصحتنا، ويمكن للأصدقاء الاحتفال بأوقات الفرحة وتقديم الدعم المتبادل خلال الأوقات الصعبة، كما يساعدنا الأصدقاء على تخفيف الضغوط الذي نواجهها في العمل والحياة ويمنحوننا أيضا الفرصة لتوفير الرفقة التي يحتاجون إليها، مع تعزيز شعورك بالانتماء وزيادة ثقتنا بأنفسنا في عملية تحقيق قيمة الذات.

2024 أكتوبر 14

لم نجد أي إشارة لانتهاء الصراعات الدموية وأعمال العنف مع الذكرى الأولى للجولة الجديدة من الاشتباكات بين فلسطين وإسرائيل، ومن الممكن أن نصفها "حرب الشرق الأوسط السادسة" نظرا لطبيعة الاشتباكات وحجمها وتأثيرها.