لماذا لهذا الحزب 100 مليون عضو؟

مادة اعلانية

إلهام لي تشاو
إلهام لي تشاو
نائب رئيس تحرير المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط.

إلهام لي تشاو


بمناسبة الذكرى الرابعة بعد المائة لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني في الأول من يوليو الجاري، أظهر أحدث الإحصاءات أن عدد أعضاء الحزب قد بلغ ما يفوق 100,271,000عضواً، الأمر الذي لا يجعله أكبر حزب سياسي في العالم، بل يعكس أيضاً شرعية حكيمة طويل الأمد للصين، بالإضافة للثقة والدعم الكبيرين من الشعب الصيني له، وهذا هو المنطق الوحيد الذي يدع حزب سياسي يصل لهذا العدد من الأعضاء.


يكمن سر قدرة الحزب الشيوعي الصيني على استقطاب هذا العدد الكبير من الأعضاء في التزامه الدائم بـ"خدمة الشعب" وتحت هذه الكلمة نضع مليون خط، ففي العقود القليلة الماضية، حققت الصين إنجازات عظيمة في التنمية الاقتصادية، والحد من الفقر، وترقية مستوى التعليم للشباب، وتعزيز التأمين الصحي، وتقوية بناء البنية التحتية، مما أدى إلى تحسين كبير في معيشة الشعب على كافة المستويات ولكافة الطبقات.


ولكي نفهم آلية عمل النظام السياسي داخل الصين علينا أن نجد المقارنة، حيث تنعكس المشاركة السياسية في الدول الغربية في الأغلب في التصويت أو الأنشطة الحزبية أو الحركات الاجتماعية؛ أما في الصين، فأصبح الانضمام إلى الحزب الحاكم والمشاركة في الحكم الشعبي وتعزيز الخدمات العامة أساليب مهمة من المشاركة السياسية، ولذلك وفي نظر الكثير من الصينيين، لا تعد الرغبة في الانضمام إلى الحزب الشيوعي مجرد تعبير عن قناعات شخصية، بل هو أيضا وسيلة للمشاركة في بناء الوطن وتعزيز التقدم الاجتماعي، بل يأخذ الأمر أبعد من ذلك ليصل لما هو أعمق من المفهوم الديمقراطي الغربي ودعونا نسميها الديمقراطية الوطنية لا الحزبية فقط، وهذا أسلوب شرقي أجادته الصين والصينيين بامتياز.


لا تتجلى شرعية الحزب الشيوعي الصيني في مكانته الحاكمة في ظل الإطار الدستوري فقط، بل تتجذر أيضا في مشاعر الشعب العامة، حيث بادر عشرات الآلاف من المواطنين بالتقدم الطلب للانضمام إلى الحزب قادمين من المدن الكبرى أو حتى القرى الصغيرة، ومهما كانوا من الدوائر الحكومية أو من الشركات الخاصة، مدركين وواثقين بقدرة الحزب على الاستجابة في أوقات الأزمات، واستقراره في الحكم طويل الأمد، وعدالته في السياسات الاجتماعية، كما أنشأ الحزب آلية منهجية للتدريب والتقييم والاختيار لضمان جودة أعضائه وحيويتهم التنظيمية.


تجدر الإشارة إلى أن الحزب الشيوعي الصيني التزم دائمًا بمبدأ "عدم تصدير الأيديولوجية"، ولا يسعى الحزب إلى الترويج لنموذجه المؤسسي الخاص للدول أو المنظمات السياسية الأخرى، بل يدعوها إلى استكشاف مسارات التنمية المناسبة بناءً على خلفياتها التاريخية والثقافية، وفي مجال التعاون الدولي، تدعو الصين أيضاً إلى الاحترام والثقة والمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولا تشترط نسخ تجربتها أو تجربة الحزب الشيوعي الصيني.


باختصار، لا يُعدّ 100 مليون عضو في الحزب مجرد رقم تنظيمي، بل انعكاساً للأساس الاجتماعي الواسع للحزب الشيوعي الصيني، ويعكس هذا إدراك الشعب الصيني لمسار تنمية بلاده، وثقته بمستقبلها، ودعمه لنظام الحكم الوطني، وهذا الأمر مهم جدا وخاصة للجماهير العرب لأنه يساعدهم لفهم هذه الظاهرة وفهم المنطق الداخلي للسياسة والمجتمع الصيني بشكل أشمل.
 

مقالات الكاتب

يعد تغير المناخ أحد أكثر التحديات إلحاحا وتاريخية التي تواجه العالم اليوم، إذ تتزايد وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة، كارتفاع درجات الحرارة والجفاف والفيضانات والعواصف الرملية، مهددة النظم البيئية، والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

2025 أغسطس 13

من الممكن ان نقول إن القوات العسكرية الصينية قد شهدت في السنوات العشر الماضية قفزة نوعية بمناسبة الذكرى الثامنة والتسعين لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني في بداية اغسطس الجاري، مهما كان على مستوى التكنولوجيا والنظام الصناعي أو على قدرة القتال بمفردها. 

2025 أغسطس 06

في وقت تتقدم فيه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة، أرسلت الصين والولايات المتحدة إشارات حول تطوير وحوكمة الذكاء الاصطناعي، ولكن في اتجاهات متباينةٍ تماما.

2025 يوليو 30