قمة البريكس وأبوظبي بقلم إلهام لي تشاو

مادة اعلانية

إلهام لي تشاو
إلهام لي تشاو
نائب رئيس تحرير المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط.


بقلم إلهام لي تشاو
رغم أن قمة البريكس الافتراضية في هذا الأسبوع لم تحمل طابعا دراماتيكيا على مستوى المشهد الدبلوماسي، فإن دلالاتها على الصعيد البنيوي كانت واضحة، إذ تواصل هذه الآلية تطورها من منصة للتنسيق السياسي إلى نواة لترتيبات مؤسسية بديلة في النظام العالمي الحالي الذي تهيمن عليه الدول الغربية. وقد شارك مجددا ولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد، ممثلا لدولة الإمارات العربية المتحدة في هذه القمة، استمرارا لدوره في قمة ريو دي جانيرو في يوليو الماضي، في مؤشر على أن دول الشرق الأوسط تسعى بشكل متزايد للاندماج في آليات الجنوب العالمي الناشئة.
لا تعد مشاركة الإمارات رمزية، ففي كلمته، شدد الشيخ خالد على أهمية التعاون متعدد الأطراف والتنمية المستدامة وحوكمة التكنولوجيا مؤكدا على ما أسماه "الدور الفريد" لمنصة البريكس في عالم مضطرب، الأمر يعكس تطورا في الرؤية الاستراتيجية الإماراتية نحو تنويع الشراكات، وإيجاد هامش مستقل للمناورة بين المحاور التقليدية في الغرب والشرق.
من جهتها، أعادت الصين التأكيد عبر تصريخ الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال القمة على ضرورة إصلاح نظام التجارة العالمي وتعزيز آليات المقايضة بالعملات المحلية وتطوير أدوات مالية مشتركة داخل البريكس. يأتي ذلك كاستجابة مباشرة لتحديات النظام المالي العالمي القائم على الدولار، خاصة في ظل معدلات الفائدة المرتفعة وتفكك سلاسل التوريد وتزايد التوترات الجيوسياسية مع حرب الرسوم الجمركية.
مشاركة متزايدة الدول الخليجية في هذا الإطار بطيئة نوعا ما، لكن الخطوات تأخذ بعد تفكير جدي، فالإمارات والسعودية تمتلكان قدرات فائضة في مجالات الطاقة والتمويل واللوجستيات، كما تسعيان لبناء توازن استراتيجي لا يعتمد كليا على الغرب ولا غيره. فالإمارات على وجه الخصوص، بما لديها من صناديق سيادية نشطة وبنية تحتية رقمية متقدمة، تضيف قيمة نوعية لمبادرات البريكس، وتفتح مجالات جديدة للتعاون في التكنولوجيا والتمويل الأخضر.
لكن من جهة أخرى، لا تزال البريكس تعاني من تحديات داخلية، مثل التباين الكبير في أنظمة الحكم ومستويات التنمية بين أعضائها، إضافة إلى محدودية قدرتها على تنفيذ قراراتها بصورة موحدة. ومع ذلك، فإن ما يجعل هذه المنصة ذات جاذبية هو مرونتها المؤسسية، وقدرتها على احتواء التنوع بدلا من فرض التماثل. في ظل تباطؤ زخم النظام الغربي التقليدي، تسعى البريكس إلى ملء الفراغ متعدد الأطراف بأسلوب غير تصادمي، يفتح الباب أمام دول الجنوب لتكون شريكة في صياغة جداول الأعمال العالمية التي لا تعيد توزيع السلطة فقط، بل تعيد تعريف آليات المشاركة والحكم والسردية الدولية. ومن هذا المنطلق، لا تمثل البريكس محطة نهائية، بل قد تكون الإطار التمهيدي لنظام عالمي جديد ما بعد الغرب.

 

مقالات الكاتب

بيعت 10 ملايين نسخة في مختلف أنحاء العالم من لعبة الفيديو «بلاك ميث: ووكونغ» التي اعتُبرت إحدى أنجح الألعاب الصينية منذ إطلاقها في منتصف الأسبوع الماضي، وذلك وسط ترقب كبير من قبل اللاعبين في كافة أنحاء العالم، كما حققت مشاركة اللاعبين في هذه اللعبة رقما قياسيا جديدا حيث وصل عددهم إلى 2.22 مليون لاعبا، الجدير بالذكر أن 54 وسيلة إعلام عا

2024 أغسطس 28

لا يوجد سوى فرق طفيف جدا بين المعلومات والشائعات، وقد ظهر الأمر بوضوح خلال أعمال الشغب الأخيرة في المملكة المتحدة.

تمثل الهيمنة تحديا مشتركا للبشرية في جميع أنحاء العالم، سواء كان ذلك في المجالات السياسية والعسكرية أو التجارة أو العلوم والتكنولوجيا أو حتى المجالات الثقافية، لكن في أولمبياد باريس 2024 التي من المقرر اختتامه بعد أيام، رأينا ظلال الهيمنة وتصاعد "التيارات الخفية" داخل الملعب وخارجه، حيث تتهم الولايات المتحدة بوسائل إعلامها ومؤسساتها الرياضيين من

2024 أغسطس 13

بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران العام لأكثر من عام، تم التوصل إلى مصالحة تاريخية أخرى في العاصمة الصينية هذا الأسبوع، حيث وقع ممثلو 14 فصيلا فلسطينيا »إعلان بكين بشأن إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية» في بكين، الأمر قد جلب ضوء الأمل للقضية الفلسطينية.

2024 يوليو 29