في الشرق الأوسط القوة ليست شرطاً أساسياً للسلام

مادة اعلانية

إلهام لي تشاو
إلهام لي تشاو
نائب رئيس تحرير المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط.

 إلهام لي تشاو

من جديد أثارت الغارات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية قلقاً شديداً للمجتمع الدولي، فهذا العمل العسكري المفاجئ يذكرنا بالسؤال الجوهري والطويل الأمد الذي تواجه دول العالم: كيف ينبغي للدول العظمى استخدام قوتها؟ هل ينبغي لها فرض النظام بنيران المدفعية، أم صياغة المستقبل بالمسؤولية وضبط النفس؟

فُسرت الضربة الأمريكية عموما من قبل الإعلام الغربي على أنها عمل رادع يهدف إلى "احتواء القدرات النووية الإيرانية وتعزيز الأمن الإقليمي"، إلا أن الحقائق أثبتت مراراً وتكراراً أن الضربات الجوية لا يمكنها القضاء على الجذور، بل من المرجح أن تُثير رداً انتقامياً، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط المضطربة دائما فقد أثبت تاريخ الصراعات في العقود القليلة الماضية أن القوة ليست شرطاً أساسياً للسلام بل على العكس، غالبا ما تكون محفزا لدورة عنف جديدة لا يمكن التنبؤ بشكلها ولا بحجمها.

لم ولن يتحقق السلام الحقيقي من خلال الضربات الدقيقة، ولا يمكن أن يقوم استقرار أي منطقة على مزايا عسكرية أحادية الجانب، بل يجب أن يعتمد على تطبيق آليات متعددة الأطراف ومفهوم الأمن المشترك. استخدام القوة العسكرية من قبل الدول العظمى من أجل تحقيق السلام يتعارض تماما مع المقصد الأصلي للنظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، حيث ينص ميثاق الأمم المتحدة بوضوح على أنه لا يجوز لأي دولة تهديد سيادة وأمن الدول الأخرى بالقوة، لذلك على الدول العظمى أن تأخذ زمام المبادرة في تعزيز السلام والتنمية العالميين، بدلا من إعادة تشكيل سلوك الآخرين باستعراض القوة العسكرية.

القوة ليست خطأً، ويكمن السر في كيفية استخدامه، والردع لغة استراتيجية هدفها منع الحرب وليس إشعالها، وخلال الحرب الباردة ورغم العداء الشديد بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، كبح كلا الجانبين جماح أفعالهما الهامشية، لعلمهما أن الحرب ستؤدي إلى دمار متبادل بمجرد اندلاعها، أما اليوم فما نحتاجه في النزاعات ليس "ضربات محدودة"، بل ضبط النفس الحكيم والهادئ.

التنمية هي المفتاح الحقيقي لحل المشاكل ولهذا ينبغي على الدول الكبرى مسؤولية أن تستخدم تقنياتها ومواردها ونفوذها لتعزيز المصالح العالمية بدلاً من تفاقم التوترات الجيوسياسية باستمرار، ومن المهم أن نفهم أن السلام ليس مجرد كلام مثالي فارغ، بل هو أسمى معاني الواقعية، وهو يتطلب دعماً قوياً من العقلانية والقواعد والتوافق والتنمية، وتتمتع الدول العظمى بقوة غير مسبوقة مع مسؤوليات غير مسبوقة، لكن لا الثقة المتبادلة بالمدافع، ولا الأمن الإقليمي والدولي بالصواريخ، ومصير البشرية المشترك يجب تأسيسه بالسلام كتوجه رئيسي، وبالتنمية كأساس جذري، وبالردع كخط دفاع، وبضبط النفس كمعيار عقلاني، هكذا أجد الأمور وهكذا يجب أن يراها الجميع لعلنا ننهي الصراع ونبدأ مرحلة جديدة.

مقالات الكاتب

بيعت 10 ملايين نسخة في مختلف أنحاء العالم من لعبة الفيديو «بلاك ميث: ووكونغ» التي اعتُبرت إحدى أنجح الألعاب الصينية منذ إطلاقها في منتصف الأسبوع الماضي، وذلك وسط ترقب كبير من قبل اللاعبين في كافة أنحاء العالم، كما حققت مشاركة اللاعبين في هذه اللعبة رقما قياسيا جديدا حيث وصل عددهم إلى 2.22 مليون لاعبا، الجدير بالذكر أن 54 وسيلة إعلام عا

2024 أغسطس 28

لا يوجد سوى فرق طفيف جدا بين المعلومات والشائعات، وقد ظهر الأمر بوضوح خلال أعمال الشغب الأخيرة في المملكة المتحدة.

تمثل الهيمنة تحديا مشتركا للبشرية في جميع أنحاء العالم، سواء كان ذلك في المجالات السياسية والعسكرية أو التجارة أو العلوم والتكنولوجيا أو حتى المجالات الثقافية، لكن في أولمبياد باريس 2024 التي من المقرر اختتامه بعد أيام، رأينا ظلال الهيمنة وتصاعد "التيارات الخفية" داخل الملعب وخارجه، حيث تتهم الولايات المتحدة بوسائل إعلامها ومؤسساتها الرياضيين من

2024 أغسطس 13

بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران العام لأكثر من عام، تم التوصل إلى مصالحة تاريخية أخرى في العاصمة الصينية هذا الأسبوع، حيث وقع ممثلو 14 فصيلا فلسطينيا »إعلان بكين بشأن إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية» في بكين، الأمر قد جلب ضوء الأمل للقضية الفلسطينية.

2024 يوليو 29