عام على المصالحة السعودية الإيرانية

مادة اعلانية

إلهام لي تشاو
إلهام لي تشاو
نائب رئيس تحرير المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط.

شهدت العلاقات بين السعودية وإيران تحسنا مستمرا منذ أن وافق البلدان على استعادة العلاقات الدبلوماسية من خلال وساطة الصين في العام الماضي، كما شهد المشهد السياسي الإقليمي في الشرق الأوسط تغيرات كبيرة، الأمر قد تجلى حل القضايا الساخنة ذات الخصائص الشرقية بشكل واضح في هذه الممارسة الناجحة، والذيمكن أيضا من الاعتراف بمبادرة الأمن العالمي الصينية من قبل المزيد من دول المنطقة.

وفي عملية التغلب على القضايا التاريخية بين السعودية وإيران وتعزيز السلام والاستقرار في الخليج بشكل مشترك في العام الماضي، تصالحت الدولتان بشكل أكثر عمقا مما كان متوقعا لدى الكثير من المراقبين، حيث قد أعيد فتح السفارات وتبادل السفراءبالإضافة إلى زيارة الرئيس الإيراني إلى السعودية. الجدير بالذكر أن الجانبين أكدا على ضرورة إنهاء الصراع في أقرب وقت ممكن ودعمهما للقضية العادلة للشعب الفلسطيني مع الدعوة إلى العالم الإسلامي إلى التضامن والاتحاد بعد اندلاع الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

قد أصبح التأثير اللاحق للتقارب بين السعودية وإيران واضحا تدريجيا داخل المنطقة وخارجها، حيث عادت سوريا إلى الجامعة العربية واستأنفت عدد من الدول علاقاتها الدبلوماسية أو إعادة تطبيعها مع دول أخرى. ليس هذا فحسب، بل إن الدور الذي تلعبه دول الشرق الأوسط في المنظمات الدولية والإقليمية وآليات التعاون استمر في التزايد مع انضمام أربع دول بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مجموعة البريكس، ما يوضح والحاجة القوية من دول المنطقة لتحقيق في إصلاح النظام السياسي العالمي الحالي والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين وحماية الإنصاف والعدالة. 

إن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران ليس نتيجة للجهود المشتركة التي بذلتها الجانبان مع الصين فحسب، بل هو أيضا نتيجة للممارسة الناجحة لمبادرة الأمن العالمي التي تدعو إليها الصين في الشرق الأوسط. لقد دعمت الصين دائما دول الشرق الأوسط في اختيار طريقها التنموي بشكل مستقل، ويتوافق مفهوم الأمن ونموذج التنمية الصيني مع تطلعات دول الشرق الأوسط إلى التنمية السلمية، وبالتالي كسب ثقة دول المنطقة.

وباعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تلعب الصين أيضا دورا متزايدا في الشؤون السياسية وحتى العسكرية في الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، عملت الصين دائما كوسيط نشط وحسن النية وموثوق به، مصرة على الحل السياسي في الصراعات والأمر يختلف عما استخدم ومازال يستخدم الغرب من القوة العسكرية للتدخل في شؤون المنطقة. وتبحث دول الشرق الأوسط أسلوبا جديدا لتحقيق الأمن والاستقرار، وتعتبر المصالحة السعودية الإيرانية انتصارا كبيرا للسلام، كما تشكل نموذجا جديدا لحل النزاعات والخلافات بين الدول من خلال الحوار والتشاور.

مقالات الكاتب

على الرغم من ضغوط الرسوم الجمركية من دونالد ترامب، تجاوز النمو الاقتصادي الصيني في الربع الثاني من السنة الجارية الهدف الحكومي، حيث شهدت الصادرات الصينية إلى أسواق خارج الولايات المتحدة تقدما ملحوظا. ولا يقتصر هذا الوضع على شرق العالم، بل يشمل أيضا العديد من دول الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.

2025 يوليو 16

عُقدت مؤخرا القمة السابعة عشرة لدول البريكس في ريو دي جانيرو بالبرازيل، تحت شعار "تعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي من أجل حوكمة أكثر شمولا واستدامة". وتأتي هذه القمة في لحظة يشهد فيها العالم تحولات غير مسبوقة، حيث تسعى دول الجنوب إلى إيصال صوتها بشكل جماعي والعمل على إحداث تغيرات في النظام العالمي القائم.

 إلهام لي تشاو

من جديد أثارت الغارات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية قلقاً شديداً للمجتمع الدولي، فهذا العمل العسكري المفاجئ يذكرنا بالسؤال الجوهري والطويل الأمد الذي تواجه دول العالم: كيف ينبغي للدول العظمى استخدام قوتها؟ هل ينبغي لها فرض النظام بنيران المدفعية، أم صياغة المستقبل بالمسؤولية وضبط النفس؟

2025 يونيو 25