حين يتكلم العقل تصمت المدافع

مادة اعلانية

إلهام لي تشاو
إلهام لي تشاو
نائب رئيس تحرير المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط.

إلهام لي تشاو - نائب رئيس التحرير - المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط


في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، دق ناقوس الخطر من جديد بعد جولة حديثة من الصراع العسكري غير المسبوق بين إيران وإسرائيل، ودائما ما نجن أرواحا بريئة تُزهق ومنازل تدمر تحت ألسنة النيران والدخان، بالإضافة لتهديدات للاستقرار الإقليمي والعالمي، وفي ظل هذا الواقع، بات من الضروري أن نتأمل بعمق: ما قيمة السلام الحقيقية؟ ولماذا يعد الحوار والدبلوماسية السبيل الأنجع لحل النزاعات وتهدئة التوترات؟


قد تحقق الوسائل العسكرية إنجازا مؤقتاً على الأرض، لكنها لا تعالج جذور الخلاف، كما لا تزيد الصواريخ المطلقة إلا من عدد الضحايا ومنسوب الكراهية، مع إبعاد فرص بناء الثقة يوما بعد يوم، والمنطق القائم على مفهوم "الرد بالرد" لا يصنع منتصرين، بل يجعل الجميع خاسرين، وأنا هنا لا أطالب بالاستسلام أو بالضعف إنما هي رسالة لتغليب العقل على كل شيء، ومناشدة السلام في كل قرار أو تصرف.


من المهم أن ندرك أن ثمن الحرب في عصرنا هذا لم يعد محصوراً في ميادين القتال، فالصراعات الحديثة تؤثر على حياة المدنيين بشكل مباشر من المدارس إلى المستشفيات ومن شبكات الكهرباء والماء إلى سلاسل الإمداد الغذائي، وتكفي مواجهة عسكرية محدودة لتحويل منطقة كاملة إلى أزمة إنسانية، والأسوأ من ذلك أن انتشار المعلومات السريع في التواصل الاجتماعي يجعل من أي صراع محلي قضية عالمية ذات تبعات اقتصادية وسياسية واسعة.


في هذا السياق المعقد والمتشابك، لا يُعد السلام موقفاً ضعيفاً، بل وبالعكس هو مظهر من مظاهر الحكمة وبعد النظر، والقادة القادرون على ضبط النفس واتخاذ قرارات عقلانية في أوقات الأزمات هم من يستحقون الاحترام الحقيقي، أما الحوار والدبلوماسية فهما الجسر الذي يربط بين مختلف الجوانب ليمنح الجميع فرصة لتحقيق التفاهم وبناء حلول مشتركة، ويمكننا القول بأن السلام هو العصا السحرية التي نحتاجها في وقتنا الحالي وبالأخص تحتاجها منطقة الشرق الأوسط التي ما أن تنام على حرباً حتى تفيق على خلاف مما لا يسمح لا لدولها ولا لسكانها بالمضي قدماً في تحقيق التنمية المطلوبة.


لقد أثبت التاريخ مراراً أن الاتفاقيات الحقيقية لا تبرم في ساحات القتال، بل على طاولات الحوار، ولنا في إعادة بناء الأمن في أوروبا بعد الحرب الباردة وتحقيق المصالحة الوطنية في البلدان الإفريقية التي عانت بسبب الصراعات خير دليل على ذلك، فكانت وماتزال وستظل المفاوضات والمبادرات السياسية هي من فتحت الأبواب إلى التغيير الإيجابي.


ومن الضروري في نهاية هذا الطرح أن أؤكد أن السلام لا يعني التخلي عن المبادئ، كما أن الدبلوماسية لا تعني التنازل عن المصالح الوطنية، إنما السلام الحقيقي يقوم على التوازن بين الحقوق والواجبات، ويبحث عن حلول تحقق الحد الأدنى من القبول المتبادل، هكذا فقط يمكن أن يكون السلام دائماً ويكون المستقبل واعداً، ولذلك حين يتكلم العقل تصمت المدافع حكمة للتاريخ لمن أراد أن يفهمها ويأخذ بها لتحقيق مصالحنا الإنسانية والتنموية المشتركة.
 

مقالات الكاتب

لا يغيب عنا تأثير عملية العودة على المواطنين، ما يبرز أهمية الهوية الوطنية لكل دولة مهما كانت من الشرق أو الغرب، وذلك من أجل الحفاظ على مكتسباتها وتاريخها وحضارتها وتراثها وتنقله إلى أجيالها جيلا بعد جيل، ولهذا السبب يقيم الكثير من دول العالم بما فيها جمهورية الصين الشعبية والعديد من الدول العربية فعاليات كبرى للاحتفال باليوم الوطني كل عام.

أصبحت آلية تعاون بريكس نموذجا لدول الأسواق الناشئة منذ تأسيسها، ويعتبرها الكثير منصة رئيسية لتعزيز التعددية في الحوكمة العالمية. وفي سياق التغيرات العميقة في المشهد السياسي والاقتصادي لعالم اليوم، تتمتع دول بريكس بدور إيجابي وبناء لا يمكن تجاهلها في الشؤون الدولية.

2024 سبتمبر 23

شهدت العلاقات التجارية بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين في السنوات الأخيرة -سواء بوصفها وحدة واحدة أو حتى في إطار بعض التفاهمات الثنائية- تطورات سريعة جدًا، لذلك هناك كثيرون يتطلعون للتوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة بين الصين والدول الخليج في أقرب وقت ممكن، لأن الأمر يعد خطوة مهمة على عدة مستويات، أبرزها تعزيز منظومة التكامل الاقتصادي ال

2024 سبتمبر 16

لا يرغب الكثير من الصينيين عودة ترامب إلى البيت الأبيض بسبب تصرفاته الغريبة وسلوكه غير المتوقع، لكن في الوقت نفسه لا يمكن القول إن العلاقات الأمريكية الصينية قد تحسنت بشكل خلال فترة بايدن التي تلت ترامب.