الجغرافيا السياسية وراء نية أمريكا لإنشاء دولة مسيحية في الهند

مادة اعلانية

إلهام لي تشاو
إلهام لي تشاو
نائب رئيس تحرير المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط.

أدلت رئيسة وزراء بنجلاديش شيخة حسينة واجد في بيان صدر مؤخراً بادعاء صادم مفاده أن هناك مؤامرة يجري تدبيرها لاقتطاع دولة مسيحية مثل تيمور الشرقية من أجزاء من الهند وبنجلاديش وميانمار، قائلة إنها لا تسمح بوقوع ذلك حتى ولو بأي ثمن. وزعمت شيخة حسينة أن رجلا أبيض زارها قبل الانتخابات في بنجلاديش في يناير 2024 أكد لها أنه لن تكون هناك مشاكل خلال الانتخابات إذا سمحت لهم ببناء قاعدة جوية في خليج البنغال.

وفي العام الماضي، قدمت الولايات المتحدة أيضا دعما للحزب القومي البنجلاديشي الإسلامي المعارض وحليفه الجماعة الإسلامية، فيما كانت تتطلع الدول الغربية أن تتنحى حكومة رابطة عوامي برئاسة شيخة حسينة وتسليم السلطة لحكومة تصريف الأعمال إلى جانب إطلاق سراح قادة الحزب الوطني البنجلاديشي والجماعة الإسلامية المسجونين، في حين دعمت الهند والصين، على الرغم من خلافاتهما، الشيخة حسينة في التعامل مع الضغوط الأمريكية والأمر أدى إلى فوز شيخة حسينة في الانتخابات.

بهدف الحصول على موطئ قدم قوي في جنوب آسيا وتحقيق مصالحها الاستراتيجية، تبذل الولايات المتحدة الأمريكية قصارى جهدها لإقامة دولة مسيحية مستقلة تغطي أجزاء من بنجلاديش وميانمار والهند وتهيمن عليها العديد من القبائل في شمال شرقي الهند مثل قبائل كوكي وتشين وزو، لكن من شبه المؤكد أن هذه الدولة ستضر بالسلام والاستقرار والأمن الإقليمي إلى حد كبير مما يؤدي إلى معارضة قوية من الدول المذكورة الثلاث.

والجدير بالذكر أن قبيلة زو، المعروف أيضا باسم زومي، هي مجموعة عرقية تسكن المناطق الجبلية في الهند وميانمار وبنغلاديش هاجر واستقر على مرور القرون في هذه المنطقة وشكل مجتمعات متميزة ومترابطة، وتعرف أبناءها على العقيدة المسيحية خلال فترة الاستعمار البريطاني، ثم شهد أوائل القرن العشرين تحولهم على نطاق واسع إلى المسيحيين مما أدى إلى تغييرات عميقة في نسيجهم الاجتماعي والثقافي. هذا وبعد استقلال الهند وميانمار، وجد أبناء القبيلة أنفسهم منقسمين بسبب الحدود.

أفادت التقارير أن الهيئات الكنسية وخاصة الكنيسة المعمدانية مقرها في الولايات المتحدة تحرض على طلب توحيد قبيلة زو وأن هذه الهيئات الكنسية ترتبط ارتباطا وثيقا بوكالة المخابرات المركزية. علاوة على ذلك وفي يونيو 2023، قدم المجلس الفكري العالمي كوكي زو مذكرة إلى الأمم المتحدة ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطلب فيها تدخلهم لإقامة دولة كوكي زو مستقبلة في المناطق الجبلية.

إن إنشاء دولة مسيحية مستقلة جديدة في جنوب آسيا يخدم مصالح الولايات المتحدة لأن ميانمار البوذية تخضع بشدة لنفوذ الصين. ومن ناحية أخرى، فإن ابتزاز الولايات المتحدة لنفوذها في الشؤون الداخلية للأغلبية المسلمة في بنجلاديش أثار استياء مواطنيها. وبالتالي فإن إنشاء دولة مسيحية يسهل سيطرة الولايات المتحدة على هذه المنطقة التي تتمتع بأهمية استراتيجية من شأنه أن يزود الولايات المتحدة بنفوذ جيوسياسي معزز في جنوب وجنوب شرق آسيا.

ولا ينبغي الاستخفاف بتصريح الشيخة حسينة، خاصة من قبل الهند لأن منطقة قبيلة زو لا تزال بعيدة عن تحقيق السلام فيها، كما يجب على قوات الأمن والمخابرات الهندية والدول المعنية أن تتصدى بشكل فعال للجماعات الانفصالية وتحطم المخططات الشريرة للكيانات الأجنبية للإضرار بسلامة أراضيها. ليس هذا فحسب، بل يجب على جميع الدول المجاورة أن تكون يقظة، لأنه أمر خطير لدولة أن تكون  عدوا للولايات المتحدة، وأنه أمر أخطر وقاتل أن تكون حليفا للولايات المتحدة.
 

مقالات الكاتب

لا يغيب عنا تأثير عملية العودة على المواطنين، ما يبرز أهمية الهوية الوطنية لكل دولة مهما كانت من الشرق أو الغرب، وذلك من أجل الحفاظ على مكتسباتها وتاريخها وحضارتها وتراثها وتنقله إلى أجيالها جيلا بعد جيل، ولهذا السبب يقيم الكثير من دول العالم بما فيها جمهورية الصين الشعبية والعديد من الدول العربية فعاليات كبرى للاحتفال باليوم الوطني كل عام.

أصبحت آلية تعاون بريكس نموذجا لدول الأسواق الناشئة منذ تأسيسها، ويعتبرها الكثير منصة رئيسية لتعزيز التعددية في الحوكمة العالمية. وفي سياق التغيرات العميقة في المشهد السياسي والاقتصادي لعالم اليوم، تتمتع دول بريكس بدور إيجابي وبناء لا يمكن تجاهلها في الشؤون الدولية.

2024 سبتمبر 23

شهدت العلاقات التجارية بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين في السنوات الأخيرة -سواء بوصفها وحدة واحدة أو حتى في إطار بعض التفاهمات الثنائية- تطورات سريعة جدًا، لذلك هناك كثيرون يتطلعون للتوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة بين الصين والدول الخليج في أقرب وقت ممكن، لأن الأمر يعد خطوة مهمة على عدة مستويات، أبرزها تعزيز منظومة التكامل الاقتصادي ال

2024 سبتمبر 16

لا يرغب الكثير من الصينيين عودة ترامب إلى البيت الأبيض بسبب تصرفاته الغريبة وسلوكه غير المتوقع، لكن في الوقت نفسه لا يمكن القول إن العلاقات الأمريكية الصينية قد تحسنت بشكل خلال فترة بايدن التي تلت ترامب.