مادة اعلانية

كيف تعادل سورة الإخلاص ثلث القرآن الكريم؟
كيف تعادل سورة الإخلاص ثلث القرآن الكريم؟

يتسائل كثير من الناس كيف تعادل سورة الإخلاص ثلث القرآن الكريم؟ وما هو السر الذي يمنح هذه السورة المباركة فضلا كبيرا بحجم ثلث القرآن الكريم؟ 

ومما لا شك فيه أنه أحد أسرار سورة الإخلاص الخفية عن الكثيرين، فإذا كان فضل سورة الإخلاص معروفًا فإن لماذا تعادل سورة الإخلاص ثلث القرآن لا يزال من أسرارها الخفية، وحيث إن هذا يعني أن قراءتها ثلاث مرات يعادل قراءة القرآن كله ، فهذا يدل على عظيم الفضل وكثير من الغموض ويجعله من الخفايا التي ينبغي معرفتها لاغتنام تلك الكنوز. 

ولعل معرفة فضلها المتمثل في  سورة الإخلاص لماذا تعادل ثلث القرآن، يزيد من الحرص عليها ومن ثم اغتنام ثوابها العظيم ، حيث لا شيء في مستهل يوم جديد أو حتى في نهايته أفضل من قراءة القرآن كله أو حتى ثلثه من خلال قراءة هذه السورة. 

اشتمالها على معاني القرآن 

ورد أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن باعتبار معاني القرآن الثلاثة وهي: التوحيد، والأحكام، والأخبار والقصص، ولا شكّ بأنّ سورة الإخلاص تدلّ على التوحيد بأنواعه الثلاثة، وهي: توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وهي بذلك تعدل وتماثل ثلث القرآن. ـ إنّ ثواب قراءة سورة الإخلاص يعدل ثواب قراءة ثلث القرآن.

الأسرار العليا والأسماء العلوية

وورد أيضا أن سورة الإخلاص تحتوي من الأسرار العليا والأسماء العلوية واسم الله الأعظم، كما أنها سببٌ لنيل قصرٍ في الجنة، والحماية من شرور شياطين الإنس والجن، ولأن من عرف معناها، وتدبر ما جاء فيها حق التدبر، علم أن ما جاء في الدين من التوحيد والتنزيه تفصيل لما أجمل فيها.

بيان أسماء الرب وصفاته 

كما ورد أن القرآن الكريم بيّن كثيرًا من أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته وأفعاله، وأعظم سور القرآن الكريم وآياته، هي المشتملة على بيان أسماء الرب وصفاته وأفعاله، وسورة الإخلاص، تعدل ثلث القرآن، لأنها أخلصت لبيان صفة الرحمن، وفي الصحيحين: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلاَتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟»، فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ». 

 

كيف تعادل سورة الإخلاص ثلث القرآن؟ 

قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، إن البعض يعتقد أنه لو قرأها 3 مرات بهذه الطريقة وكأنه ختم القرآن، ولكن الواقع أن هذا غير صحيح وإلا لم يكن لأحد أن يختم القرآن الكريم"، فعلى الإنسان إذا ما لم يستطع أن يقرأ القرآن الكريم كاملاً، أن يقرأ أجزاء منه، وإذا لم يستطع يجعل له ورد من بعض السور القصيرة ومنها قل هو الله أحد لما لها من فضل عظيم، ولكن أن يعتقد أنه بقراءته سورة الإخلاص ثلاث مرات ليختم القرآن الكريم فهذا خطأ، هي سورة لها فضل عظيم لكن لا تجزئ عن قراءة القرآن الكريم ".

هناك فرق بين الجزاء والإجزاء، والذي يوقع السائل في الإشكال هو عدم التفريق بينهما ، فالجزاء : هو الثواب الذي يعطيه الله تعالى على الطاعة ، والإجزاء : هو أن يسدَّ الشيء عن غيره ويجزئ عنه ، فقراءة  قل هو الله أحد لها جزاء قراءة ثلث القرآن، لا أنها تجزئ عن قراءة ثلث القرآن ، فمن نذر – مثلاً – أن يقرأ ثلث القرآن ، فلا يجزئه قراءة  قل هو الله أحد  لأنها تعدل ثلث القرآن في الجزاء والثواب لا في الإجزاء والإغناء عن قراءة ثلث القرآن، ومثل هذا يقال في قراءتها ثلاث مرات ، فمن قرأها في صلاته ثلاث مرات لا تجزئه عن قراءة الفاتحة ، مع أنه يُعطى جزاء وأجر قراءة القرآن كاملاً ، لكن لا يعني هذا أنها أجزأته عن الفاتحة .

ورد أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ونفث فيهما وقرأ سورة الإخلاص والفلق والناس ثلاث مرات، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، بدءًا من الرأس والوجه وما أقبل من جسده الشريف، لما جاء في صحيح البخاري، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها-: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ».