الذكاء الاصطناعي.. فرصة ذهبية أمام إعلام الدول الناشئة

مادة اعلانية

إلهام لي تشاو
إلهام لي تشاو
نائب رئيس تحرير المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط.

حاولت البشرية بشكل جاد وحثيث منذ الخمسينيات من القرن الماضي لتقوم الآلة بعمل الإنسان، والواقع الحالي يفيد بأن التقنية تتسارع وتيرتها بشكل مذهل، حتى لا يمكنك توقع ما يمكن أن يحدث بعد عامين أو ثلاثة مع ظهور الذكاء الاصطناعي، وصار متداولا بكثرة في السنوات الأخيرة، فالذكاء الاصطناعي علم يهتم بصناعة آلات أو روبوتات مرتبطة بأنظمة حواسيب، وتقوم بتصرفات يعتبرها الإنسان تصرفات ذكية، منه الذكاء المحدود الذي يهتم بمجال واحد فقط كالألعاب مثلا، والذكاء العام الذي يمكنه القيام بأعمال ومهام فكرية يقوم بها الإنسان نفسه، بالإضافة إلى الذكاء الخارق الذي يفوق الذكاء البشري إلى حد ما.

قد يكون الإعلام من المجالات التي سيكتسحها الذكاء الاصطناعي اكتساحًا وينطلق فيها بلا حدود، الأمر الذي جعل كبريات المؤسسات الإعلامية العالمية تسارع خطاها لتفعيل فكرة احتضان التقنيات المتقدمة كالذكاء الاصطناعي من أجل الإبقاء على الصنعة الإعلامية، في زمن باتت فيه التقنية تختلط وتنافس مجالات عمل بشرية كثيرة، وليس صناعة الإعلام فقط. 

إن صحافة الذكاء الاصطناعي لا شك بأنها ستخلق ثورة في صناعة الإعلام، سواء الرزين المعتدل والصادق أو الإعلام الكاذب والتافه، إذ لا أي قيود أو التزامات لأصحاب الذكاء، هذا الأمر قد خلق منافسة شرسة للغاية بين المؤسسات الإعلامية المختلفة، وسيكون الرابح فيها دون شك هو ما يمكن تسميته قنّاص الفرص، مهما كان من الدول المتقدمة أو الناشئة.

من المطلوب للإعلام التقليدي مواكبة التقنيات الجديدة، حيث تحتاج غرف الأخبار بالتلفزيونات والصحف مثلا إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل تطوير أعمالها، وتوفير جهود صحافييها المهدرة على أمور روتينية، لتقوم بها برامج ذكية متطورة. 

مجموعة الصين للإعلام نظّمت منتدى دوليًّا حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام في الأسبوع الماضي، حيث تطرق المشاركون من الدول الناشئة لأهمية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي على مستوى القراء والمشاهدين والمستمعين، مؤكدين ضرورة حماية الملكية الفكرية وضمان حقوق الإعلام من الدول الناشئة لاستخدام الذكاء الاصطناعي الذي يخدم البشرية في تسهيل الحياة اليومية. 

هناك مخاوف لدى بعض العاملين في الإعلام من أن الذكاء الاصطناعي سيعمل على إلغاء بعض الوظائف التي يشغلها البشر حاليًّا، لكن أغلبية الزملاء لديهم ثقة كاملة لمواصلة القيام بالمهام التي لا يزال فيها البشر متفوقين على الذكاء الاصطناعي وبرمجياته وتطبيقاته، أو ما نسميها بالصحافة العميقة، من مثل المهام المتعلقة بالحوارات الإنسانية أو الصحافة الاستقصائية، التي لم تظهر بعدُ تطبيقات وأنظمة قادرة على تنفيذها حتى الآن. 

ولذا لن يكون من الحكمة عند أرباب المال أو أصحاب المؤسسات الإعلامية تسريح العاملين من أجل توفير دراهم معدودة، فالبشر رغم التطور التقني في الإعلام، لابد أن يكونوا في صناعة الإعلام، لأنهم المحاور التي ستدور تلك الروبوتات الذكية حولها.

مقالات الكاتب

كثفت الولايات المتحدة استخدام الرسوم الجمركية ضد العديد من الدول منذ بداية هذا العام، محاولة تصوير هذه الخطوة على أنها مكسب اقتصادي مباشر، نتيجة لذلك، ارتفع متوسط التعرفة الجمركية الفعالة إلى ما فوق 18%، وهو أعلى مستوى منذ عام 1933.

2025 أغسطس 27