نجح فريق من العلماء في معهد الكيمياء الحيوية والطب الأساسي التابع لأكاديمية العلوم الروسية – فرع سيبيريا، في تطوير خليط معلق يعتمد على بروتين الدم مدموجاً بجزيئات نانوية دقيقة، وحصلوا على براءة اختراع رسمية لهذا الابتكار.

ويُعد هذا الإنجاز العلمي خطوة متقدمة في مجال العلاج الموجه، إذ يمكن استخدام المعلق كـ"ناقل ذكي" للأدوية داخل الجسم، ما يسمح بإيصالها مباشرة إلى الخلايا المصابة دون التأثير على الأنسجة السليمة. كما يُتوقع أن يكون لهذا الابتكار دور كبير في تطوير علاجات فعالة ودقيقة للسرطان.

ويعتمد المعلق على بروتين الألبومين الطبيعي في دم الإنسان، ما يمنحه قدرة عالية على إذابة الأدوية وحمايتها من التحلل، إضافة إلى تقليل الآثار الجانبية التي تسببها الطرق التقليدية للعلاج.

وتمكن العلماء من تجاوز العقبات التقنية السابقة عبر إنتاج جسيمات نانوية يقل حجمها عن 200 نانومتر، باستخدام الأشعة فوق البنفسجية لتكوين روابط كيميائية آمنة، دون الحاجة إلى أي كواشف سامة. كما يتميز المعلق بثباته العالي وفترة صلاحية تمتد إلى 6 أشهر، مع درجة سمية لا تتجاوز 10% وتوافق بيولوجي مثالي مع جسم الإنسان.

ويمثل هذا التطور نقلة نوعية في ميدان الهندسة الطبية الحيوية، ويضع الأساس لحقبة جديدة من العلاجات الذكية الموجهة بدقة، خصوصاً لمكافحة الأمراض المستعصية كالسرطان.