مادة اعلانية

OpenAI تطور نماذج ذكية تنجز المهام المعقدة وتفكر بطريقة أقرب للبشر
OpenAI

منذ انضمامه إلى OpenAI في عام 2022، شارك الباحث "هانتر لايتمان" في تطوير أحد أبرز مشاريع الذكاء الاصطناعي في العالم، وهو ما أصبح يُعرف اليوم باسم فريق MathGen، المتخصص في تدريب النماذج على التفكير الرياضي. هذا التخصص لم يكن عشوائيًا، بل يمثل حجر الأساس في سعي الشركة لبناء نماذج ذكية قادرة على التفكير والاستنتاج، وصولًا إلى ما يُعرف بـ"وكلاء الذكاء الاصطناعي" الذين يستطيعون تنفيذ المهام كما يفعل البشر.

ورغم التحديات التي واجهت هذه النماذج في بداياتها، خاصة في حل المسائل المعقدة، إلا أن التطور كان لافتًا، حيث تمكن أحد هذه النماذج من حصد ميدالية ذهبية في أولمبياد الرياضيات العالمي، ما شكل دفعة قوية للشركة في رؤيتها المستقبلية. الرئيس التنفيذي سام ألتمان تحدث عن هذا التوجه خلال مؤتمر المطورين في 2023 قائلاً إن المستقبل يتمثل في أن يطلب المستخدم من الحاسوب ما يريد، فيقوم الأخير بتنفيذه بالكامل.

اقرأ أيضا: أوستن وجالانت يناقشان هاتفيًا التحديات والتهديدات الإيرانية

في خريف 2024، كشفت OpenAI عن أول نموذج استدلالي لها يُعرف باسم "o1"، وقد مثّل هذا النموذج طفرة تقنية دفعت كبريات شركات وادي السيليكون لمحاولة استقطاب المطورين الذين عملوا عليه، وعلى رأسهم مارك زوكربيرج الذي ضم خمسة منهم إلى مشروع "الذكاء الفائق" التابع لشركته ميتا بعروض مالية ضخمة.

يعتمد هذا النوع من النماذج على تقنية "التعلم المعزز"، التي تقوم على تقييم أداء النموذج من خلال تجارب محاكاة. وعلى الرغم من استخدامها سابقًا في مشاريع مثل AlphaGo التابع لشركة جوجل، فإن OpenAI نجحت في دمجها مع تقنيات أخرى مثل "الحوسبة عند وقت الاختبار" وسلسلة التفكير، ما مكن النموذج من مراجعة خطواته والتخطيط للإجابات بدقة، وكأنك تتابع شخصًا يعيد النظر في طريقة تفكيره.

بعد هذا النجاح، أنشأت الشركة فريقًا جديدًا باسم "الوكلاء"، بقيادة دانيال سيلسام، لتطوير أنظمة أكثر قدرة على تنفيذ مهام متعددة ومعقدة. شارك في هذا المشروع شخصيات بارزة من داخل OpenAI، وكان التحدي الأكبر هو توفير الموارد الضخمة من المعالجات والكوادر المتخصصة.

لكن مع كل هذا التقدم، لا تزال الأسئلة مطروحة حول ما إذا كانت هذه النماذج "تفكر" فعلاً. البعض يرى أن إنجاز المهام الصعبة يمثل نوعًا من الاستدلال، حتى لو لم يكن مشابهًا تمامًا للتفكير البشري، فيما يشبهه آخرون بالطائرات التي، وإن كانت لا تطير كالعصافير، إلا أنها تظل فعالة.

تُظهر التجارب الحالية أن وكلاء الذكاء الاصطناعي يؤدون بكفاءة في مجالات محددة مثل البرمجة، إلا أن التحدي الأكبر يبقى في المهام الشخصية مثل التسوق أو التخطيط للسفر، وهو ما تعكف OpenAI على تطويره من خلال نماذج تتضمن عدة "وكلاء داخليين" يتعاونون لاختيار أفضل الحلول، وهي تقنيات تبنتها شركات أخرى مثل غوغل وxAI.

وفي ظل المنافسة المتسارعة، تراهن OpenAI على إصدار GPT-5، الذي من المتوقع أن يُشكّل نقلة نوعية في قدرات الذكاء الاصطناعي. ومع سعي الشركة إلى تبسيط التفاعل مع هذه النماذج، فإن الهدف النهائي يتمثل في خلق مساعد رقمي شامل، يفهم نوايا المستخدم، ويتفاعل مع الإنترنت وينفذ المهام نيابة عنه، ليتحوّل ChatGPT من مجرد محادثة إلى أداة قادرة على "فعل كل شيء".