مادة اعلانية

إدراج "الفاية" في الشارقة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي لعام 2025
إدراج "الفاية" في الشارق

سجّلت دولة الإمارات إنجازًا جديدًا في مجال حماية التراث الثقافي، بعد اعتماد لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، في دورتها الـ47 المنعقدة في باريس، قرارًا جماعيًا بإدراج "الفاية" الواقعة في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة ضمن قائمة التراث العالمي، تقديرًا لما تحمله من "قيمة عالمية استثنائية".

يعود تاريخ الموقع إلى أكثر من 200 ألف عام، ويتميز بأحد أقدم السجلات المتواصلة لنشاط الإنسان في البيئات الصحراوية. ويُعد "الفاية" نموذجًا فريدًا لما يُعرف بـ"المناظر الصحراوية"، إذ يعكس قدرة الإنسان القديمة على التكيف والاستيطان في بيئة قاسية، مما يمنح إدراجه بُعدًا علميًا وإنسانيًا مهماً.

اقرأ أيضا: الإنسان الملك، الملك الإنسان

جاء إدراج الموقع تحت فئة "مواقع التراث الثقافي" ضمن ملف الترشيح الدولي "المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية"، وهو الترشيح العربي الوحيد الذي نُظر فيه هذا العام، ما يمنح الحدث أهمية مضاعفة لدولة الإمارات والمنطقة العربية.

على مدار أكثر من 30 عامًا، أجرت هيئة الشارقة للآثار أعمال تنقيب دقيقة بالتعاون مع فرق علمية دولية، كشفت خلالها عن 18 طبقة جيولوجية توثق فترات زمنية مختلفة من النشاط البشري. وشهد الموقع شراكات علمية بارزة مع جامعات مرموقة مثل توبنغن الألمانية وأوكسفورد بروكس البريطانية.

ويُعد "الفاية" ثاني موقع إماراتي يدخل قائمة اليونسكو بعد مواقع العين الثقافية في عام 2011، ويتميّز بكونه أول موقع صحراوي على القائمة يوثق العصر الحجري، مما يشكل محطة مفصلية في دراسة تطور الإنسان. وتمثّل الصحارى 20% من بيئة الأرض، ويُعد الاستقرار البشري فيها جزءاً أساسياً من التاريخ الإنساني.

وأعربت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، السفيرة الرسمية لملف الترشيح، عن تقديرها للجنة التراث العالمي، مؤكدة أن قصة "الفاية" تعكس جزءاً من الحكاية الإنسانية الكبرى. وقالت إن الأدوات الحجرية المكتشفة في الموقع، والتي يزيد عمرها عن 200 ألف عام، تؤكد عبقرية الإنسان القديم وتُبرز الجذور الثقافية العميقة للمنطقة.

من جانبه، أشار عيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، إلى أن إدراج "الفاية" يعكس إيمان الدولة بأن هذه المواقع ملك للبشرية كلها، وأن الحفاظ عليها مسؤولية عالمية. وأضاف أن الترشح جاء بعد 12 عاماً من التحضير وثلاثة عقود من الأبحاث الأثرية المكثفة، وخضع لتقييم دقيق وفق معايير اليونسكو.

وقد وضعت الشارقة خطة متكاملة لإدارة وصون الموقع حتى عام 2030، تركز على البحث العلمي، والتعليم، والسياحة المستدامة، بما يضمن الحفاظ على "القيمة العالمية الاستثنائية" للموقع. كما كان "الفاية" ضمن برنامج "HEADS" التابع لليونسكو على مدار 11 عاماً، ليؤكد حضوره كموقع محوري في فهم تطور الإنسان.