باربي ليس بريئًا

مادة اعلانية

رولا حداد
رولا حداد
كاتبه وصحفية

لم أكن أنوي الخوض في موضوع فيلم باربي، لولا أني قرأت كثيرا من التعليقات التي وصفت الفيلم بـ «العادي»ـ و أحيانا «البريء» .. بداية، وبعيدا عن نظرية المؤامرة، وقريبا من نظرة عن قرب لملف الفن والترفيه مؤخرا، في زمن بات دس السم بالعسل يطال حتى لعب وقصص الأطفال، الرسوم المتحركة، والصناعة الفنية. اليوم اذا توقفنا عند ملايين الدولارات التي تضخ لإنتاج وتسويق هذا الفيلم، والحملات الإعلانية والإعلامية المخيفة، ناهيك عن الشراكة مع أضخم العلامات التجارية، وطرح منتجات خاصة بشخصية الفيلم «باربي»، مثل الملابس والحقائب، ومستحضرات التجميل، حتى فرش المنازل والسيارات، كل هذا تعدى الحديث عن عمل فني ترفيهي، قد يوصف بـ «البريء»،

فالجمال والابهار قد يستخدمان أيضا، لتمرير ما يصعب تمريره . صناعة الفن اليوم تقوم على «اللا براءة» ولا «العادي» ، هي أداة لتشكيل وتكريس وعي من نوع جديد، وتغييب آخر، عولمة جديدة من خلال تثبيت أفكار تمر عبر شباك تذاكر، خدعة الترفيه والإبهار، هنا البراءة وصف ساذج، إذا غفلنا عن التلاعب بالعقول.ليس فيلم «باربي» المتهم الوحيد، الذي استخدم بايدولوجية لتمرير عولمة مضمرة، فحين يمرر الشذوذ بميوعة، وترك للمضمون المرضي والبيولوجي، يصبح وجبة سريعة غير بريئة بل مؤذية، يتجرعها جيل مغرم بالإنبهار وأدواته، تهيمن بطريقة عرضها وتسويقها وكم الابهار المرافق لها، على الإقبال عليها، نتائجها لاحقا تظهر في خلق خلط هو نتيجة كتابة غير بريئة، ولا تسلية وترفيه بريء، ولا فن بريء.

مقالات الكاتب

لم أكن أنوي الخوض في موضوع فيلم باربي، لولا أني قرأت كثيرا من التعليقات التي وصفت الفيلم بـ «العادي»ـ و أحيانا «البر