مادة اعلانية


رصد علماء الفلك توهّجًا غامضًا لأشعة غاما يتصاعد من قلب مجرة درب التبانة، في ظاهرة فلكية قد تكون مفتاحًا لفهم أحد أعقد ألغاز الكون.
فهذا التوهج المحيّر ظل يثير تساؤلات العلماء منذ عقود، إلا أن الأبحاث الحديثة طرحت تفسيرين محتملين: الأول أن مصدره تصادم جسيمات المادة المظلمة غير المرئية، والثاني أنه ناتج عن دوران سريع لعدد كبير من النجوم النيوترونية فائقة الكثافة.
ويشير البروفيسور جوزيف سيلك، أحد أبرز الباحثين في هذا المجال، إلى أن المادة المظلمة تمثل العنصر المسيطر في الكون والمسؤولة عن تماسك المجرات، مؤكدًا أن العثور على دليل مباشر عليها سيكون إنجازًا علميًا غير مسبوق.
وفي دراسة جديدة، رسم العلماء خريطة دقيقة توضّح توزّع المادة المظلمة في مجرتنا، مبينين أن المناطق المركزية من درب التبانة شهدت سابقًا تجمعًا كثيفًا لجسيماتها، ما قد يكون سببًا في توليد أشعة غاما المرصودة حاليًا.
لكن فرضية النجوم النيوترونية لا تزال مطروحة، إذ يمكن أن تكون هذه الأجرام الدوّارة مصدر الإشعاع، إلا أن ذلك يستلزم وجود عدد أكبر منها مما تم رصده حتى الآن.
ويعمل العلماء على تحليل طاقة الأشعة المنبعثة لتحديد مصدرها الحقيقي؛ فإذا كانت مرتفعة فالمتهم هو النجوم النيوترونية، أما إذا كانت منخفضة فسيكون الدليل الأقوى على وجود المادة المظلمة.