مادة اعلانية

ماذا تعرف عن جزيرة القيامة؟ دراسة جديدة تكشف أنها لم تكن معزولة عن العالم
ماذا تعرف عن جزيرة القيامة؟ دراسة جديدة تكشف أنها لم تكن معزولة عن العالم

في قلب المحيط الهادئ وتبعد أكثر من 3500 كيلومتر عن أقرب يابسة مأهولة. لطالما أثارت تماثيلها الحجرية الضخمة "المواي" دهشة العالم وأسئلته، خاصة بشأن نشأة هذه الحضارة الغامضة وسقوطها المفاجئ.

لكن دراسة علمية جديدة أزالت الغموض عن واحدة من أكبر الأساطير المحيطة بجزيرة القيامة، حيث أثبتت أن سكانها لم يعيشوا في عزلة تامة كما كان يُعتقد. فقد اعتمد الباحثون على تحليل 160 موقعًا طقسيًا في بولينيزيا باستخدام تقنيات التأريخ بالكربون المشع، وكشفوا أن الأفكار والطقوس قد انتقلت من وإلى الجزيرة، ما يعني أنها كانت جزءًا من شبكة تواصل ثقافي وملاحي واسعة.

ومن بين أبرز الاكتشافات أن المنصات الحجرية "آهو" — القواعد التي شُيّدت عليها تماثيل المواي — ظهرت أولًا في جزيرة القيامة، قبل قرن على الأقل من ظهورها في جزر مثل هاواي وتاهيتي. وهذا يدل على أن الجزيرة لم تكن مجرد مستقبل للثقافات، بل مُصدّرًا مؤثرًا للأفكار المعمارية والطقسية في المحيط الهادئ.

وتعزز الأدلة الجينية هذا الطرح الجديد، حيث أظهرت تحاليل الحمض النووي أن سكان الجزيرة كانوا على اتصال بشعوب أمريكا الجنوبية. هذا الاكتشاف يدعم النظرية القائلة بأن سكان جزيرة القيامة كانوا بحارة مهرة، ويعيد فتح التساؤلات حول أسباب انهيار حضارتهم: هل كان ناتجًا عن العزلة الداخلية أم بسبب تغيّرات كبرى في شبكات التواصل عبر المحيط؟