مادة اعلانية

لماذا تزداد أعراض قصور القلب المزمن ليلًا؟ إليك ما يجب أن تعرفه
لماذا تزداد أعراض

في ظل وتيرة الحياة المتسارعة وضغوطها اليومية، أصبح قصور القلب المزمن من أكثر المشكلات الصحية التي تثير القلق، خاصةً وأنه يتطور تدريجيًا ولا تظهر أعراضه بوضوح إلا في المراحل المتأخرة. ما يزيد من خطورة هذه الحالة هو تفاقم الأعراض خلال الليل، حيث تختلف طريقة عمل القلب أثناء الراحة مقارنة بساعات اليقظة.

عند النوم، تتحرك السوائل من الساقين إلى الجزء العلوي من الجسم، ما يفرض ضغطًا إضافيًا على القلب والرئتين. لدى مرضى قصور القلب، يؤدي ذلك إلى صعوبة في التنفس، وقد يضطر البعض للاستيقاظ فجأة وهم يلهثون بحثًا عن الهواء. كما أن معدل ضربات القلب ينخفض أثناء النوم، مما يقلل من كفاءة ضخ الدم ويزيد من إجهاد القلب الضعيف.

اقرأ أيضا: النوم المبكر يعزز النشاط البدني.. دراسة جديدة تكشف العلاقة بين توقيت النوم والحركة اليومية

التغيرات الليلية تشمل أيضًا زيادة عدد مرات التبول بسبب تراكم السوائل، وهو ما يعطل النوم، إضافة إلى اضطرابات التنفس مثل انقطاع النفس النومي، التي تؤدي إلى تقلبات في مستويات الأكسجين وتفاقم الأعراض.

تظهر الأعراض الليلية بشكل واضح لدى المصابين، مثل الحاجة للنوم في وضعية الجلوس أو باستخدام وسائد متعددة لتسهيل التنفس، أو الاستيقاظ المتكرر للتبول، أو الشعور بخفقان القلب وألم في الصدر عند الاستلقاء. وقد يشعر البعض بالتعب صباحًا رغم النوم لساعات طويلة، بسبب ضعف إمداد الجسم بالأكسجين أثناء الليل.

تشير الدراسات إلى أن الرجال تحت سن 45 أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب، ولكن بعد الخمسين، يتساوى الخطر بين الجنسين، خاصةً مع التغيرات الهرمونية لدى النساء بعد انقطاع الطمث.

تتدرج الحالة من أعراض خفيفة لا تُلاحظ بسهولة في المراحل الأولى، إلى أعراض مزعجة ومستمرة في المراحل المتوسطة، وصولًا إلى مرحلة متقدمة تُعطّل النوم تمامًا وقد تستدعي التدخل الطبي أو زراعة قلب.

للحد من تدهور الحالة، يُنصح بالنوم مع رفع الرأس، تقليل تناول السوائل قبل النوم، خفض استهلاك الملح، الحفاظ على نمط نوم منتظم، والمتابعة الطبية المستمرة. كما أن تبني نمط حياة صحي يشمل النشاط البدني، الإقلاع عن التدخين، السيطرة على التوتر، والخضوع لدراسات النوم عند الحاجة، قد يساعد في تحسين جودة النوم وتقليل المخاطر القلبية أثناء الليل.