مادة اعلانية
تحولت الفرقاطة الفرنسية السريعة «لا لوتين»، التي استولى عليها البريطانيون عام 1793 عقب حصار طولون بقيادة نابليون بونابرت، من سفينة حربية بارزة إلى واحدة من أشهر الأساطير البحرية في التاريخ. وبعد دخولها الخدمة في البحرية البريطانية باسم «إتش إم إس لوتين»، أوكلت إليها مهام مرافقة السفن، قبل أن تُكلَّف عام 1799 بمهمة سرية لنقل شحنة ذهب وفضة تُقدّر قيمتها آنذاك بمليوني جنيه إسترليني.
وخلال إبحارها في بحر الشمال العاصف، جنحت السفينة قرب السواحل الهولندية بين جزيرتي تيرشخيلينغ وفيلان، قبل أن تنقلب وتغرق، حاملة معها معظم طاقمها وثروتها الضخمة.
وسرعان ما أصبح الحطام هدفاً لعمليات نهب وانتشال متكررة، وسط تعقيدات سياسية وقانونية، انتهت بمنح حقوق الإنقاذ لاحقاً للتاج البريطاني وشركة «لويدز» للتأمين.
ورغم استخراج كميات من الذهب والفضة على مدى عقود، لا تزال أجزاء كبيرة من الكنز مدفونة تحت الرمال المتحركة، ويُعتقد أن قيمتها اليوم تقدر بعشرات الملايين.
وبقي جرس السفينة، المعروض في مقر «لويدز» بلندن، شاهداً رمزياً على القصة، فيما تحولت «لوتين» إلى إرث ثقافي ألهم الأدب والسينما، وأصبح اسمها مصطلحاً شائعاً في وثائق التأمين البحرية للدلالة على الخسائر الغامضة في أعماق البحار.