مادة اعلانية


قد يظن الكثيرون أن مشكلات القلب تبدأ مع التقدم فى العمر، لكن الواقع الطبى يؤكد أن الشباب فى العشرينيات والثلاثينيات أصبحوا أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب نتيجة أنماط الحياة السريعة المليئة بالضغوط والتوتر وقلة النوم والعادات الغذائية غير الصحية.
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية تصيب نحو 17.9 مليون شخص سنوياً حول العالم، ومع وتيرة الحياة الحالية يتزايد خطر التعرض لهذه الأمراض ما لم يتم الاهتمام بالوقاية والرعاية الصحية المبكرة.
اقرأ أيضا: وزارة الصحة تنظم ورشة عمل عن «تصفير البيروقراطية الحكومية»
يحدث قصور القلب عندما يعجز القلب عن ضخ الدم بكفاءة كافية نتيجة ضعف أو تيبس فى عضلته، وهو ما قد ينتج عن ارتفاع ضغط الدم أو انسداد الشرايين أو اضطرابات فى نظم القلب أو حتى عيوب خلقية. يحاول الجسم فى البداية التعويض من خلال تضخم القلب أو تسريع الضخ، لكن هذه الحلول لا تستمر طويلاً.
الوقاية تبدأ من متابعة ضغط الدم والسكر والكوليسترول، والحفاظ على النوم الجيد وممارسة الرياضة بانتظام، إذ إن الكشف المبكر يمثل خطوة أساسية لخفض معدلات الخطر. أما من جرى تشخيصهم بالمرض، فتساعد الأدوية والتعديلات الغذائية وبرامج إعادة التأهيل على إبطاء تطور الحالة.
وفى المراحل المتقدمة قد تكون زراعة القلب هى العلاج الأمثل، لكن نقص المتبرعين وطول قوائم الانتظار يفرض تحدياً كبيراً. لذلك ظهرت أجهزة مساعدة البطين الأيسر (LVADs) كخيار فعال، حيث تعمل كمضخات مزروعة جراحياً لدعم الدورة الدموية. وبعد أن كانت مجرد حل مؤقت قبل الزراعة، باتت اليوم علاجاً طويل الأمد يمنح المرضى فرصة للعودة إلى ممارسة حياتهم بصورة طبيعية مع تحسن ملحوظ فى نسب البقاء على قيد الحياة.
التطورات الحديثة جعلت هذه الأجهزة أصغر وأكثر أماناً وفعالية، وهو ما منح المرضى استقلالية وأملاً جديداً، مؤكدة أن قصور القلب لم يعد نهاية الطريق بل بداية لرحلة علاجية قد تغير مستقبل المصاب.