شهدت صناعة الوجبات السريعة في المملكة العربية السعودية انتهاء قصة نجاح استمرت لأكثر من عقد. فقد أصدرت المحكمة التجارية بالرياض حكماً نهائياً بإعلان إفلاس شركة "أساسيات الغذاء للتجارة"، المالكة لسلسلة مطاعم "هامبرغيني" الشهيرة، مما يضع نهاية لواحدة من أبرز قصص النجاح المحلي في قطاع المطاعم.

في عام 2024، وقع الحدث الذي قلب مسار الشركة رأساً على عقب. حادثة تسمم غذائي جماعية في العاصمة الرياض هزّت أركان الثقة التي بناها العلامة على مدى سنوات. الأرقام كانت صادمة: أكثر من 70 إصابة ووفاة واحدة، في حادثة لم تشهد المملكة مثيلاً لها في قطاع المطاعم.

أظهرت التحقيقات الرسمية أن السبب يعود إلى تلوث في منتج المايونيز المستورد الذي يحمل علامة "بون تم" ببكتيريا كلوستريديوم بوتولينوم الخطيرة. رغم أن المشكلة نشأت من مورّد خارجي وليس من الشركة مباشرة، إلا أن العواقب كانت كارثية على سمعة العلامة التجارية.

اقرأ أيضًا: بابا غنوج على طريقة المطاعم: الوصفة الشامية الأشهى للمائدة

تحركت السلطات السعودية بسرعة وحزم، حيث أُغلقت جميع فروع "هامبرغيني" في الرياض فوراً، كما سُحب المايونيز الملوث من جميع الأسواق وتوقف إنتاجه في المصنع. هذه الإجراءات، رغم ضرورتها من ناحية الصحة العامة، إلا أنها شكّلت ضربة قاتلة للشركة من الناحية الاقتصادية.

في أغسطس 2025، أعلن أمين الإفلاس مبارك العنزي صدور الحكم النهائي من المحكمة التجارية بالرياض ببدء إجراءات التصفية. دعا العنزي جميع الدائنين إلى التقدم بمطالباتهم المالية خلال فترة لا تتجاوز 90 يوماً من تاريخ الإعلان، معلناً بذلك نهاية رسمية لقصة "هامبرغيني".