كشفت دراسة علمية حديثة نشرتها مجلة Scientific Reports عن سلوك تعاوني لافت بين الحيتان الشمالية ودلافين المحيط الهادئ ذات الجوانب البيضاء أثناء البحث عن الغذاء، في ظاهرة نادرة بين نوعين بحريين مختلفين.

وأوضحت الدراسة أن هذا التفاعل لا يحدث بصورة عشوائية، بل يعكس تنسيقا منظما في عمليات الصيد. واعتمد الباحثون في نتائجهم على تحليل لقطات مصورة بطائرات مسيّرة، وتسجيلات صوتية، ومشاهد تحت الماء، أظهرت تحركات متزامنة بين الحيتان والدلافين.

وبيّن العلماء أن الدلافين تُشاهد غالبا قرب مجموعات الحيتان الشمالية التي تعتمد حصريا في غذائها على سمك السلمون من نوع تشينوك، رغم أن هذا النوع من الأسماك لا يدخل عادة ضمن النظام الغذائي للدلافين، التي تفضل الرنجة.

وخلال عمليات الصيد، تقوم الدلافين بمطاردة أسماك السلمون التي يصل طولها إلى نحو متر، فيما تتبعها الحيتان وتُمسك بالفريسة، قبل أن تتقاسمها فيما بينها، وتترك بقاياها للدلافين. ولاحظ الباحثون أن الحيتان الشمالية، المعروفة بدفاعها الشرس عن فرائسها، لم تُظهر أي سلوك عدائي تجاه الدلافين خلال هذا التعاون.

وخلصت الدراسة إلى أن هذا النمط من التفاعل يشير إلى سلوك جماعي مقصود يهدف إلى رفع كفاءة الصيد وتوسيع نطاق البحث عن الغذاء لكلا النوعين، مؤكدة في الوقت نفسه أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لفهم آليات هذا التعاون وديناميكياته بشكل أدق.