مادة اعلانية
أكد الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الأصل في أداء الزكاة هو إخراجها فورًا بمجرد مرور الحول وبلوغ المال النصاب، وذلك تحقيقًا للغرض الأساسي منها وهو تلبية احتياجات الفقراء بشكل عاجل. وأضاف أن الأفضل أن تُسلّم الزكاة مباشرة إلى يد الفقير ليمتلكها ويتصرف فيها على النحو الذي يراه مناسبًا.
وفي رده على سؤال خلال حوار له مع الإعلامية زينب سعد الدين، في برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة الناس، حول جواز إخراج الزكاة على أقساط شهرية بقيمة ألف جنيه لرعاية أسرة محتاجة، أوضح الشيخ عبد السلام أن تقسيط الزكاة لا يجوز إذا كان الغرض منه التيسير على صاحب المال نفسه، لأن الفقهاء يشددون على "الفورية" في إخراج الزكاة، ولا يُقبل تأجيلها إلا لعذر معتبر.
اقرأ أيضا: الاتحاد الأوروبي وباكستان يبحثان تعزيز التعاون في جولة حوار سياسي جديدة ببروكسل
لكنه استدرك قائلاً إن هناك حالات استثنائية يجوز فيها التقسيط إذا كانت لمصلحة الفقير نفسه، كأن يكون غير قادر على إدارة مبلغ كبير أو إذا كان في حاجة إلى دعم منتظم يلبي ضروراته على مدار العام. في هذه الحالة يمكن توزيع الزكاة على دفعات شهرية، بشرط واضح وهو أن يتم الانتهاء من توزيع المبلغ كاملًا قبل حلول الحول الزكوي التالي.
وشدد على ضرورة عزل مبلغ الزكاة بشكل مستقل فور حلول الحول، بحيث يتم التعامل معه كمالٍ مخصص للفقراء، حتى وإن لم يُسلَّم دفعة واحدة. وبيّن أن هذا الإجراء يعكس نية المزكّي في أداء الفريضة على وجهها الصحيح، ويمنع الخلط بين أموال الزكاة والمال الشخصي.
واختتم الشيخ عبد السلام بالتأكيد على أن الإخراج الفوري والكامل للزكاة يظل هو الأفضل والأكمل في أداء هذه الشعيرة، لكن السماح بالتقسيط في حالات خاصة يأتي من باب مراعاة المقاصد الإنسانية التي تنسجم مع روح الشريعة.