مادة اعلانية
تتناقل الكثير من النساء روايات قديمة ومفاهيم مغلوطة حول الحمل والولادة، خصوصًا الولادة الطبيعية، والتي غالبًا ما تُقدَّم كخيار مرعب أو محفوف بالمخاطر. الدكتور عمرو حسن، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب قصر العيني، يؤكد أن هناك عددًا من الخرافات المنتشرة حول الولادة لا أساس لها من الصحة، ويجب توعية النساء بحقائق طبية وعلمية موثوقة بدلًا من الانسياق وراء المعتقدات الموروثة.
من بين أكثر المفاهيم المغلوطة شيوعًا، الاعتقاد بأن الولادة الطبيعية تعني ألمًا لا يُطاق. لكن الواقع أن هناك وسائل فعالة لتخفيف ألم المخاض، مثل التخدير الموضعي، تمارين التنفس، والدعم النفسي من شريك الحياة. فكرة أن جسد المرأة يتشوّه بعد الولادة أيضًا ليست صحيحة، فالمرأة قادرة على استعادة قوتها ومظهرها الطبيعي بمرور الوقت وبمساعدة التمارين المناسبة.
اقرأ أيضا: علماء سعوديون يكتشفون جيناً مسؤولًا عن تشوهات حديثي الولادة
كثير من النساء يخشين من مشكلات صحية طويلة الأمد مثل هبوط الرحم أو المثانة، لكن هذا لا يرتبط بشكل مباشر بنوع الولادة، بل بضعف عضلات الحوض. ويمكن تجنب تلك الأعراض من خلال النشاط البدني المنتظم والعودة التدريجية للحركة بعد الولادة. كذلك، الاعتقاد بأن الولادة الطبيعية قد تضر الجنين عارٍ من الصحة، بل إنها في كثير من الأحيان تساعد الطفل على تفريغ الرئتين من السوائل، مما يقلل من مشاكل التنفس لاحقًا.
الرعب من المضاعفات أو الطوارئ ليس مبررًا دائمًا، خاصة في حالات الحمل غير المعقدة، حيث تكون الولادة الطبيعية غالبًا أقل تعقيدًا من القيصرية. وهناك أيضًا مفاهيم خاطئة حول طول مدة الولادة أو ضرورة الاستلقاء على الظهر طيلة فترة المخاض، بينما الأبحاث تشير إلى أن الحركة وتغيير الوضعيات يمكن أن تُسهّل عملية الولادة وتُخفف من آلامها.
ولا يعني حجم الجنين الكبير بالضرورة اللجوء للولادة القيصرية، فالعديد من النساء أنجبن أطفالًا تجاوز وزنهم أربعة كيلوجرامات بشكل طبيعي دون مضاعفات. ومن الأخطاء الشائعة أيضًا اعتبار أن الولادة الطبيعية غير ممكنة بعد عملية قيصرية سابقة، بينما الحقيقة أن ذلك ممكن في ظروف معينة وتحت إشراف طبي دقيق.
القلق من فقدان العلاقة الزوجية جودتها بعد الولادة مبالغ فيه، لأن التغيرات التي تحدث تكون مؤقتة، وتعود الأمور لطبيعتها مع الوقت والدعم وتمارين الحوض. كذلك، فإن إجراء الشق الجراحي ليس ضروريًا دائمًا أثناء الولادة، ويتم اللجوء إليه فقط عند الضرورة الطبية.
في النهاية، تبقى المعلومة الصحيحة والتوعية المبنية على الطب الحديث هي السلاح الأقوى للمرأة في مواجهة الخرافات حول الولادة، والتجهيز النفسي والجسدي للولادة الطبيعية يجعل التجربة أكثر أمنًا وراحة