مادة اعلانية
تمكن علماء المحيطات الروس من كشف آلية جديدة لتبريد المياه في بحر بارنتس، تُعد حاسمة في منع تسرب التيارات الدافئة من المحيط الأطلسي نحو المناطق القطبية. ووفقًا لما أفادت به الخدمة الصحفية لمعهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا، فإن هذا الاكتشاف سيسهم في تحسين دقة التنبؤ بظروف الجليد في الممر البحري الشمالي وتقييم إمكانات الصيد في القطب الشمالي الروسي.
وأوضحت الباحثة زينايذا زابودكينا أن الأبحاث الأخيرة كشفت عن عملية طبيعية ترتبط بتكوّن الجليد البحري، تؤدي إلى سحب المياه العذبة من الطبقات العليا، مما يجعل الكتل المائية المتبقية أكثر ملوحة وكثافة، فتهبط إلى الأعماق وتُبرد الطبقات السفلى، بما في ذلك التيارات الأطلسية الدافئة. وقد تم التوصل إلى هذا الاستنتاج بعد دراسة بيانات جمعت بين عامي 1977 و2024 في مناطق مختلفة من بحر بارنتس وبحر كارا.
ويُعد بحر بارنتس أحد أهم مناطق الصيد في روسيا، ما يجعل هذا الاكتشاف ذا أهمية اقتصادية وبيئية كبيرة. فمع ازدياد حرارة التيارات الأطلسية، كان يُخشى من أن تمتد نحو شرق القطب الشمالي، ما قد يغيّر النظم البيئية البحرية هناك. لكن الآلية المكتشفة تعيق هذا الامتداد، بحسب ما أكده كبير الباحثين ألكسندر أوسادتشيف.
وأكد العلماء أن نتائج هذا البحث يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند التنبؤ بتغيّر المناخ وظروف الملاحة في الممر البحري الشمالي، مشيرين إلى أن الآلية المكتشفة تفسر سبب عدم حدوث تغيرات كبيرة في المنطقة رغم ارتفاع حرارة المحيطات في العقود الأخيرة.