مادة اعلانية


ارتفاع ضغط الدم المقاوم يُعد من أخطر أنواع ارتفاع الضغط، إذ يظل مرتفعًا رغم تناول المريض ثلاثة أنواع مختلفة من الأدوية على الأقل، بما فيها مدرات البول، وقد أشارت دراسة حديثة نشرتها المجلة الطبية البريطانية (BMJ) إلى أن هذا النوع يزيد بشكل ملحوظ من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وتلف الكلى، وهو ما يجعل التشخيص المبكر وإدارته الطبية أمرًا ضروريًا.
ورغم اعتقاد بعض المرضى أن استخدام عدة أدوية كافٍ للسيطرة على ضغط الدم، إلا أن هذه الحالة قد ترتبط بمشكلات صحية أخرى مثل أمراض الكلى أو اضطرابات هرمونية، أو حتى بعوامل تتعلق بنمط الحياة وعدم الالتزام بتناول العلاج بانتظام، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
اقرأ أيضا: دمي لوطني".. حملة إماراتية تحقق إنجازاً بإنقاذ آلاف المرضى ودعم مخزون الدم الوطني
يتم تشخيص الحالة عندما يبقى الضغط مرتفعًا رغم العلاج بثلاثة أدوية بجرعات مثالية، أو عند الحاجة إلى أربعة أدوية أو أكثر لضبطه. ومن المهم التفرقة بين المقاومة الحقيقية والمقاومة الزائفة، التي قد تكون نتيجة لعدم الالتزام بالدواء أو لطرق قياس خاطئة.
من أبرز الأسباب التي تزيد من صعوبة التحكم في الضغط المقاوم: الإصابة بارتفاع ضغط الدم الثانوي بسبب أمراض مثل فرط إفراز هرمون الألدوستيرون أو ورم القواتم، وكذلك أمراض الكلى المزمنة التي تؤثر على تنظيم السوائل، إضافة إلى السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي، وكذلك انقطاع التنفس أثناء النوم، حيث تمثل جميعها عوامل خطر تزيد من تعقيد الحالة.
ورغم أن ارتفاع الضغط المقاوم غالبًا لا تظهر له أعراض واضحة، ما يجعله يوصف بـ"القاتل الصامت"، إلا أن بعض المرضى قد يعانون من صداع مستمر، ضيق تنفس، شعور بالإرهاق، أو تورم في الساقين. لذلك يظل التشخيص الدقيق عبر متابعة الضغط والفحوص الطبية الوسيلة الأهم للكشف المبكر.
التعامل مع الحالة يعتمد على عدة محاور تشمل التأكد من التزام المريض بالأدوية، استبعاد الأسباب الثانوية، المتابعة الدورية لمستويات الضغط، وتقييم نمط الحياة من حيث النظام الغذائي وممارسة الرياضة وتقليل الملح. كما يمكن أن يتطلب الأمر تعديل خطة العلاج الدوائي أو استخدام تقنيات طبية متقدمة مثل التدخل لعلاج الأعصاب الكلوية في بعض الحالات.
إن السيطرة على ضغط الدم المقاوم تحتاج لنهج شامل يجمع بين التشخيص المبكر، تعديل أسلوب الحياة، والمتابعة الطبية الدقيقة، ما يساعد في تقليل مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية وحماية الكلى على المدى الطويل.