مادة اعلانية


مع تزايد تأثيرات الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة، يواجه العالم تهديداً جديداً على الصحة العامة يتمثل في انتشار مرض لايم، الناجم عن لدغات القراد. وحذر خبراء من أن التغيرات المناخية أدت إلى اتساع نطاق انتشار حشرة القراد في مناطق جديدة، لا سيما في الولايات المتحدة وكندا، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات.
وبحسب تقارير صحفية ، فقد أشارت بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة إلى أن عدد لدغات القراد بلغ أعلى مستوياته منذ عام 2017، الأمر الذي ترافق مع زيادة في حالات الإصابة بمرض لايم المبلغ عنها.
اقرأ أيضا: التوت: حليف طبيعي لصحة الكلى وحمايتها من الأمراض المزمنة
وتوضح وكالة حماية البيئة الأمريكية أن قراد الغزلان، المعروف أيضاً بالقراد أسود الأرجل، ينشط بشكل خاص عندما تتجاوز درجات الحرارة 45 درجة، ويُفضل البيئات ذات الرطوبة العالية التي تزيد عن 85%. التغيرات المناخية ساهمت أيضاً في توسع رقعة انتشار هذه الحشرة لتشمل مناطق كانت في السابق خارج نطاق نشاطها.
ويُعرف قراد الغزلان بقدرته على نقل بكتيريا بوريليا بورغدورفيري المسببة لمرض لايم، وذلك عبر لعابه الذي يختلط بدم الإنسان أثناء عملية التغذية. ورغم صغر حجمه، إذ لا يتجاوز حجم بذور الخشخاش في مرحلة الحورية، إلا أنه يشكل خطراً صحياً حقيقياً بسبب سهولة تجاهله وصعوبة اكتشافه.
وأوضح برايان فالون، مدير مركز أبحاث داء لايم بجامعة كولومبيا، أن العدوى يمكن أن تتسبب في أعراض متعددة تشمل القلب والجهاز العصبي والدماغ والأعصاب الطرفية. وأشار إلى أن معظم الناس يعتقدون أن الطفح الجلدي المصاحب للمرض يأخذ شكلاً دائرياً يشبه "علامة الهدف"، إلا أن الشكل الأكثر شيوعاً هو طفح جلدي وردي أو محمر يتوسع بمرور الوقت وقد يظهر في أكثر من مكان بالجسم.
وتشمل الأعراض المتقدمة للمرض، في حال عدم علاجه، مشكلات عصبية مثل الشلل الوجهي أو التهابات سحائية مصحوبة بصداع شديد وتيبس في الرقبة، إلى جانب اضطرابات في القلب تشمل خفقاناً أو بطء في ضرباته، فضلاً عن آلام عضلية مزمنة وشعور عام بالإرهاق قد يستمر لأشهر أو حتى سنوات.
الخبراء شددوا على أن أفضل وسيلة للوقاية من المرض هي إزالة القراد في أقرب وقت ممكن، إذ أن عملية نقل البكتيريا لا تبدأ إلا بعد مضي 24 إلى 48 ساعة من التعلق بالجسم. وينصح بتجنب المناطق ذات النباتات الكثيفة وأكوام الأخشاب، وارتداء ملابس تغطي الجسم بالكامل في الأماكن المعروفة بوجود القراد، بالإضافة إلى الفحص الدقيق للجسم بعد التواجد في تلك البيئات.
وبينما يواصل العالم مواجهة التحديات المناخية المتزايدة، يبرز مرض لايم كأحد التهديدات الصحية الجديدة التي تتطلب وعياً وتدابير وقائية جدية لحماية الأفراد من مضاعفاته الخطيرة.