مادة اعلانية
من المثير للانتباه أن بعض الأطعمة التي تُسوّق على أنها صحية قد تكون ضارة لمن يعانون من أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول. فمصطلح "صحي" لا يعني بالضرورة مناسبًا لصحة القلب، إذ إن هناك أطعمة شائعة تُدرج ضمن الأنظمة الغذائية المفيدة، لكنها قد تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم أو السكر أو الدهون غير الصحية، أو تساهم في زيادة الالتهاب، وهو ما يرفع خطر الإصابة بمشكلات القلب والأوعية الدموية.
على سبيل المثال، رقائق الجرانولا التي تُعد مزيجًا من الشوفان والعسل والمكسرات، غالبًا ما تكون محمّلة بالسكريات والزيوت، ما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في سكر الدم وزيادة الوزن، وبالتالي زيادة العبء على القلب. كذلك الزبادي قليل الدسم قد يبدو خيارًا مثاليًا، لكنه يحتوي في الغالب على سكريات مضافة لتعويض النكهة، مما يؤثر على مستويات الدهون الثلاثية بمرور الوقت.
اقرأ أيضا: هل شرب خل التفاح يوميًّا ينقص الوزن؟
الخضروات المعلبة والشوربات التجارية، رغم فوائد الخضروات بحد ذاتها، إلا أن محتواها المرتفع من الصوديوم يجعلها مصدرًا محتملًا لارتفاع ضغط الدم. كذلك الزيوت النباتية، التي تُروّج كبدائل صحية، تحتوي على نسب عالية من أحماض أوميجا-6، والتي قد تعزز الالتهاب إذا تم استهلاكها بإفراط.
خبز القمح الكامل، رغم كونه أفضل من الخبز الأبيض، إلا أن بعض أنواعه التجارية قد تحتوي على سكريات وصوديوم مضافين، ما يؤثر على مستويات السكر والتحكم في الوزن. أما المشروبات الرياضية الغنية بالإلكتروليتات، فهي غالبًا ما تُحلى بكميات كبيرة من السكر والصوديوم، ما يجعلها ضارة في حال عدم ممارسة مجهود بدني يعادل محتواها.
مزيج المكسرات والفواكه المجففة قد يحتوي على ملح وسكر مضاف، وأحيانًا شوكولاتة أو حلوى، ما يرفع مستويات الصوديوم والسكر بشكل مضر للقلب. أما اللحوم النباتية، التي اكتسبت شهرة واسعة كبديل للحوم، فهي في كثير من الحالات غنية بالصوديوم والدهون المشبعة، ولا تُعد مثالية للأنظمة القلبية.
السموذي، رغم مكوناته الطبيعية، قد يحتوي على كميات كبيرة من السكر نتيجة مزجه بالفواكه والعسل والجرانولا، ما يجعله غير مناسب لمرضى القلب. وكذلك الفواكه المجففة، فرغم فوائدها، إلا أن تجفيفها يزيد من تركيز السكر، وغالبًا ما تحتوي على مواد حافظة مثل الكبريتات، مما يزيد من الالتهابات والإجهاد التأكسدي، وهما عاملان مرتبطان بتدهور صحة القلب.
باختصار، لا يكفي أن تكون الأطعمة "طبيعية" أو "قليلة الدسم" لتكون مفيدة للقلب، بل يجب النظر إلى المكونات الكاملة والكمية المستهلكة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو عوامل الخطر المرتبطة بها.