قبل ثلاثة عقود فقط، لم يكن الإنترنت سوى شبكة محدودة يستخدمها الباحثون والعسكريون لتبادل المعلومات، ولم يتخيل أحد أنها ستصبح لاحقًا عصب الحياة اليومية لمليارات البشر. فمنذ أول رسالة بريد إلكتروني أرسلها المهندس الأمريكي راي توملينسون عام 1971، بدأت رحلة طويلة انتهت اليوم بمقاطع الفيديو القصيرة على تيك توك التي تجذب أنظار العالم بأسره.

في الثمانينيات اقتصرت الشبكات على الجامعات والمراكز البحثية، لكن التحول الكبير جاء مع إطلاق شبكة الويب العالمية عام 1989 على يد تيم بيرنرز لي، لتتحول الإنترنت إلى مساحة عامة مفتوحة. بعدها بزمن قصير ظهر محرك البحث جوجل عام 1998 الذي غيّر طريقة الوصول إلى المعلومات، وبدأت التجارة الإلكترونية عبر منصات مثل أمازون وإيباي.

اقرأ أيضا: سيسكو " تعلن عن تعاون جديد في مجال الشبكات الكمومية

ومع مطلع الألفية، أدخل فيسبوك العالم إلى عصر الشبكات الاجتماعية عام 2004، تبعته منصات مثل يوتيوب وتويتر التي سمحت للمستخدمين بأن يكونوا صناع محتوى وناشرين. ثم جاء ظهور الهواتف الذكية بعد 2007 ليحوّل التجربة الرقمية إلى أداة يومية في الجيب، مع صعود تطبيقات مثل واتساب وإنستجرام وسناب شات، إلى جانب منصات البث المباشر وانتشار الفيديو كوسيلة رئيسية للتواصل.

أما العقد الأخير فشهد هيمنة مقاطع الفيديو القصيرة، مع بروز تيك توك كمنصة قادرة على تغيير أنماط الترفيه والتواصل بسرعة مذهلة، مستندة إلى خوارزميات ذكية جعلت من ملايين المستخدمين مؤثرين عالميين. وهكذا لم يعد الإنترنت مجرد أداة تقنية، بل أسلوب حياة أعاد تشكيل التواصل والاقتصاد والثقافة على حد سواء.