مادة اعلانية

علماء يحوّلون سموم الثعابين والعناكب إلى مضادات حيوية فاعلة عبر الذكاء الاصطناعي
علماء يحوّلون سموم الثعابين والعناكب إلى مضادات حيوية فاعلة عبر الذكاء الاصطناعي

حقق فريق من العلماء في جامعة بنسلفانيا الأميركية اختراقاً علمياً مهماً في مجال مكافحة البكتيريا المقاومة، بعدما تمكنوا من تحويل سموم الثعابين والعناكب والعقارب إلى مضادات حيوية قوية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

 ونُشرت نتائج هذا البحث الرائد في مجلة Nature Communications، مشيرة إلى إمكانية الاستفادة من السموم الحيوانية كمصدر مبتكر لعلاجات فعالة ضد سلالات البكتيريا التي استعصت على المضادات التقليدية.

وبالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، حلّل العلماء نحو 40 مليون ببتيد (سلاسل قصيرة من البروتينات) مستخرجة من سموم متنوعة، وجرى اختيار 386 جزيئاً لفعاليتها المحتملة. 

ومرت العملية بثلاث مراحل رئيسية: فحص البيانات، اختيار الجزيئات القادرة على اختراق البكتيريا، ثم تصنيعها واختبارها في المختبرات. وأظهرت النتائج أن 53 من أصل 58 ببتيداً مختبَراً نجح في القضاء على بكتيريا مقاومة مثل الإشريكية القولونية والمكورات العنقودية، من دون إلحاق ضرر بالخلايا البشرية.

ومن أبرز الاكتشافات، ببتيد مستخلص من سم العنكبوت أثبت فاعلية كبيرة في تقليص البكتيريا بنسبة 99% في جروح الفئران بعد تطبيق واحد فقط، مما يبرز قدرته العلاجية العالية.

 وتتميز هذه الببتيدات بأسلوب هجوم مختلف؛ إذ تقوم بتمزيق أغشية البكتيريا بدلاً من استهداف إنزيماتها، ما يقلل من فرص تطوير مقاومة لها مقارنة بالمضادات الحالية.

ويعمل الباحثون حالياً على تحسين استقرار هذه المركّبات وتطويرها للتجارب السريرية المستقبلية، كما يدرسون دمجها مع المضادات الحيوية المعروفة. 

وبينما ما زال التطبيق العملي يحتاج إلى سنوات، يرى الخبراء أن هذا الابتكار يشكّل نقطة تحول واعدة في الحرب ضد مقاومة المضادات الحيوية، التي تُعد من أخطر التحديات الصحية في العصر الحديث.