مادة اعلانية


توصلت دراسة حديثة الى ان الأشخاص الأكثر تعرضًا لتلوث الهواء المرتبط بحركة المرور، هم أكثر عرضة للإصابة بكميات كبيرة من لويحات الأميلويد في أدمغتهم، هذه المادة المرتبطة بمرض الزهايمر بعد الوفاة، وفقًا لدراسة نُشرت بتاريخ 21 فبراير 2024 في مجلة Neurology ، المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب.
نظر الباحثون إلى الجسيمات الدقيقة، والتي تتكون من جزيئات ملوثة يقل قطرها عن 2.5 ميكرون معلقة في الهواء. ولم تثبت الدراسة أن تلوث الهواء يسبب المزيد من لويحات الأميلويد في الدماغ.
وقالت مؤلفة الدراسة أنكي هويلز، من جامعة إيموري في أتلانتا: "تضيف هذه النتائج إلى الأدلة التي تشير إلى أن الجسيمات الدقيقة الناتجة عن تلوث الهواء المرتبط بحركة المرور تؤثر على كمية لويحات الأميلويد في الدماغ".
وأضافت "هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتحقيق في الآليات الكامنة وراء هذا الارتباط".
ولإجراء الدراسة، قام الباحثون بفحص أنسجة المخ لـ 224 شخصًا وافقوا على التبرع بأدمغتهم عند الوفاة لتعزيز الأبحاث حول الخرف. وقد توفي هؤلاء الأشخاص بمتوسط عمر 76 عامًا. ونظر الباحثون في التعرض لتلوث الهواء المرتبط بحركة المرور بناءً على عنوان منزل الأشخاص في منطقة أتلانتا وقت الوفاة.
تعد تركيزات PM2.5 المرتبطة بحركة المرور مصدرًا رئيسيًا للتلوث المحيط في المناطق الحضرية مثل منطقة أتلانتا الكبرى، حيث يعيش معظم المانحين، وكان متوسط مستوى التعرض في السنة التي سبقت الوفاة 1.32 ميكروجرام لكل متر مكعب (ميكروجرام/م3) و1.35 ميكروجرام/م3 في السنوات الثلاث التي سبقت الوفاة.
ثم قارن الباحثون التعرض للتلوث بقياسات علامات مرض الزهايمر في الدماغ: لويحات الأميلويد وتشابكات تاو، ووجدوا أن الأشخاص الذين تعرضوا بشكل أكبر لتلوث الهواء قبل سنة وثلاث سنوات من الوفاة كانوا أكثر عرضة لمستويات أعلى من لويحات الأميلويد في أدمغتهم.
كان الأشخاص الذين تعرضوا لمستويات أعلى من PM2.5 بمقدار 1 ميكروغرام/م3 في العام السابق للوفاة أكثر عرضة بمقدار الضعف تقريبًا لمستويات أعلى من اللويحات، في حين أن أولئك الذين تعرضوا بشكل أعلى في السنوات الثلاث التي سبقت الوفاة كانوا أكثر عرضة بنسبة 87٪ لمستويات أعلى من اللويحات.
ونظر الباحثون أيضًا في ما إذا كان وجود الجين الرئيسي المرتبط بمرض الزهايمر، APOE e4، له أي تأثير على العلاقة بين تلوث الهواء وعلامات مرض الزهايمر في الدماغ، وبناءً على ذلك وجدوا أن العلاقة الأقوى بين تلوث الهواء وعلامات مرض الزهايمر كانت بين أولئك الذين ليس لديهم المتغير الجيني.
وقالت هويلز: "يشير هذا إلى أن العوامل البيئية مثل تلوث الهواء يمكن أن تكون عاملاً مساهماً في الإصابة بمرض الزهايمر لدى المرضى الذين لا يمكن تفسير المرض لديهم بالوراثة".
كان أحد قيود الدراسة، أن الباحثين لم يكن لديهم سوى عنوان منزل الأشخاص وقت وفاتهم لقياس تلوث الهواء، لذلك من الممكن أن يكون التعرض للتلوث قد تم تصنيفه بشكل خاطئ.
وشملت الدراسة أيضًا بشكل رئيسي الأشخاص البيض الحاصلين على تعليم عالٍ، لذلك قد لا تكون النتائج ممثلة لمجموعات سكانية أخرى.
تم دعم هذه الدراسة من قبل مشروع HERCULES التجريبي، ومركز أبحاث مرض الزهايمر في جويزويتا ومنحة عميد كلية رولينز للصحة العامة التجريبية والابتكار.
المصدر: مجلة Neurology الطبية