مادة اعلانية

الشارقة تحتضن النسخة الثانية من مؤتمر التراث الشعبي بمشاركة عربية ودولية واسعة
الشارقة تحتضن النسخة

انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر التراث الثاني في معهد الشارقة للتراث، تحت شعار "التراث الشعبي بعيون الآخر"، وذلك في مركز التراث العربي بالمدينة الجامعية في الشارقة، بحضور الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس المعهد، وأبوبكر الكندي، مدير المعهد، وعدد من الخبراء والأكاديميين والباحثين من داخل الدولة وخارجها، يمثلون أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية، إلى جانب ممثلين عن وسائل الإعلام المحلية والدولية.

ويستمر المؤتمر على مدار يومين متتاليين، ويضم أكثر من 40 مشاركة علمية تتناول تجليات التراث الشعبي كما رآها الآخر، من خلال أوراق بحثية، وجلسات حوارية، وورش عمل متخصصة. وأكد الدكتور عبدالعزيز المسلم أن شعار المؤتمر يعكس أهمية النظر إلى تراثنا من زوايا متعددة، كما رصده الرحالة والمستشرقون والباحثون الأجانب في كتاباتهم ووثائقهم، وهو ما يدعو إلى التأمل والتحليل وإعادة القراءة بمنهج علمي ناقد يسعى إلى فهم السياقات التاريخية التي تشكلت من خلالها هذه الرؤى.

اقرأ أيضا: الطيران المدني السعودي" يحقق جائزتين ذهبيتين في المؤتمر السنوي لمركز الاتصال العالمي

وأضاف أن التراث الشعبي لا يُعد مجرد ماضٍ جامد، بل هو عنصر حيّ يتقاطع مع الحاضر ويشكل منصّة للحوار الثقافي بين الشعوب، مؤكداً أن هذه الفعالية تأتي لتقديم التراث الشعبي العربي كمادة للتفاعل والتفكير والانفتاح. كما عبّر عن اعتزازه برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للمؤتمر، وهو ما يجسّد إيمانًا عميقًا بأهمية صون الذاكرة الثقافية وتعزيز مكانة الشارقة كمرجعية عالمية في قضايا التراث والتعدد الثقافي.

وأوضح المسلم أن إمارة الشارقة تولي أهمية كبرى للترجمة بوصفها جسرًا حضاريًا يربط الشعوب، مشيرًا إلى أن المؤتمر يستعرض كيف تناولت الدراسات والكتابات الغربية التراث الشعبي العربي، وذلك بهدف إعادة تقديم هذا التراث بصورة علمية حديثة تواكب العصر وتعزز من حضوره عالميًا.

ومن جانبه، شدد أبوبكر الكندي على أن تنظيم المؤتمر يندرج ضمن جهود معهد الشارقة للتراث الرامية إلى تطوير أدوات حفظ وتوثيق التراث، ودعم البحث العلمي، وتوسيع آفاق التعاون الثقافي الدولي، بما يسهم في نقل هذا التراث للأجيال القادمة. كما أكد الدكتور سيف البدواوي، الشخصية المُكرّمة في المؤتمر، أن التراث هو أحد أعمدة الهوية الوطنية، ويمنح الأفراد والمجتمعات دافعًا للعطاء والارتباط بالوطن، معتبرًا أن التراث ليس مجرد سرد تاريخي، بل هو مصدر إلهام للمستقبل.

وفي السياق ذاته، أكدت الدكتورة منى بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر بالمعهد ومنسقة المؤتمر، أن الفعالية تُعبّر عن توجه علمي لترسيخ رؤية معهد الشارقة للتراث في الكشف عن المشتركات الثقافية بين الشعوب، وفتح نوافذ جديدة للفهم المتبادل عبر قراءة متعمقة للمدونات الرحلية الغربية والانطباعات المتولدة عنها. وأشارت إلى أن المؤتمر يمثل منصة فكرية مهمة لتصحيح الصور النمطية عن التراث العربي، وترسيخ مكانة الشارقة كمركز معرفي لحوار الحضارات.